البرازيلي لازاروني.. هوية فنية.. توازن هجومي.. لعب متحفظ
وصية زيكو لزميله
يوم أمس تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات للمدرب السابق لمنتخب العراق الاسطورة زيكو قال فيها” انصحك ياصديقي العزيز لازاروني قبل أن تبدأ مهمتك الجديدة بقراءة مذكرات (ايفرستو) بشأن اللاعب العراقي عندما قاد أسود الرافدين في العام 1986 خلال مونديال المكسيك ما يلي: اللاعب العراقي ذّكي وصاحب فطرة كروية لكنه عاطفي وسريع الانفعال في الملعب وخبرته قليلة أمام المنتخبات العالمية وينقاد كثيرا لمشاعره لاسيما اذا ما تعلق الأمر بالأخطاء التحكيمية، لكنه يمتلك من الجرأة والإقدام على تحقيق النتائج وبحاجة دائمة الى التحفيز النفسي والمعنوي مع الاهتمام بالأمورالخططية “.
فلسفته الخططية
يعد المدرب لازاروني من المدربين البرازيليين المجددين في الفكر التدريبي وسعى جاهداً إلى تغيير بعض ملامح الكرة البرازيلية عندما تسلم تدريب السامبا في العام 1990 وأول ما قام به من التغييرات أنه بحث عن لاعب ارتكاز يجيد الادوار الدفاعية والهجومية بذات الكفاءة وأهتم كثيراً في منح اللاعبين السابقين “دونغا”و” غالفيو” في منطقة الوسط، كما اعاد اللعب بأسلوب اللاعب ” الليبرو” وبدأه مع اللاعب السابق (برانكو) لكنه استقر خلال البطولة العالمية على “دونغا ” الذي كان يحمل صفات مثالية استثمرها من بعده كل من (كارلوس البرتو وزغالو) كما اهتم بالتنظيم الدفاعي بخلاف ما كان معروفا عن النهج البرازيلي الذي يميل إلى النزعة الهجومية المطلقة واللعب الاستعراضي وطبق خلال تلك البطولة نظام لعب 3-5-2 لكنه عاد واستبدل هذا النظام الى (4-4-2) وطبقه لاحقاً مع منتخب جامايكا وقطر القطري اضافة إلى المنتخب القطري.
نظام اللعب
كان يلعب بثلاثة تنويعات في 4-4-2 وهي (أربعة مدافعين، صانعا ألعاب، جناحان ومهاجمان) أو ( قلبا دفاع، مع ظهيرين مهاجمين ضاربين، وأربعة وسط مع مهاجمين) أو (أربعة مدافعين، وسط مدافع ،جناحان، صانع العاب متحرر ومهاجمان) يتم تركيب التشكيلة هذه على ضوء خصائص اللاعبين المهارية والبدنية وكذلك يطبق (4-3-3) على شكل المعين الهندسي اي بأربعة مدافعين امامهم ارتكاز دفاعي وجناحان ثم صانع العاب وثلاثة مهاجمين في الامام.
تجاربه في الخليج
أول محطاته كانت مع نادي الاهلي السعودي 1988 وكانت تجربة مهمة لأنه استوعب عقلية اللاعب العربي وطريقة اعداده ويومها استعان بمدربين اخرين احدهما للياقة البدنية والآخر مهمته تقييم المردود الفني، والتجربة الاخرى كانت مع الهلال السعودي( 1992 -1993) ويومها منح المهاجم يوسف الثنيان أدوارا متعددة وجربه في أكثر من مركز وكان يستعين به كصانع ألعاب ومهاجم حر.
مسيرة قطر
درب لازاروني نادي قطر القطري ستة مواسم كانت على مرحلتين من(2008 لغاية 20011) ومن ثم من(2012 حتى حزيران من العام 2014)، لكنه لم يحرز غير مسابقة واحدة هي كأس ولي العهد في العام 2009 حاول خلال تواجده الى خلق هوية لعب خاصة بالفريق اعتمدت على التوازن الدفاعي والهجومي في منطقة الوسط وعلى الانضباط الخططي وتراص صفوف وعدم فتح الثغرات لخصوم وكان يلعب بمنهجية دفاعية طاغية لكنها تعتمد على محاور لعب ترتكز على تفعيل الاجنحة لاسيما اليسار واللامركزية في اماكن اللاعبين في الامام، لذا كانت فلسفته الكروية تدين باللعب بثلاثة محاور ارتكاز كما منح اللاعب المحترف آنذاك قصي منير حرية مطلقة في التحرك في اعتراض اللاعبين وقطع الهجمات ومنع الآخر من الحيازة على الكرة،في حين كان زميله المحترف البرازيلي (مارسينو) يجيد الانتقال السريع وبناء الهجمات، بالإضافة الى اللاعب الاخر محمد عمر،كما راهن في فترة من الفترات على موهبة الجناح علاء عبد الزهرة في الاختراقات وإنهاء الهجمات.
لازاروني وأسود الرافدين
من خلال الاطلاع والمشاهدة على مسيرة المدرب البرازيلي وبمعزل عن نتائجه المتواضعة مع الفرق التي دربها ، نجد انه مدرب لديه هوية فنية خاصة تعتمد على التوازن الهجومي والدفاعي واللعب المتحفظ ومنهجية غلق المساحات باتباع دفاع المنطقة المنخفض ومنح اللاعبين ادوارا متعددة والاهتمام في ايجاد لاعبي ارتكاز يجيدان الادوار الدفاعية والهجومية بإيقاع عال وباستمرارية لأنه يراهن دائما على وسط الملعب وتجريده من خصومه وتبقى خياراته وأدواته الهجومية هي التي تمنح الحل وتغيير النتائج لذا من غير المستبعد ان تشهد تشكيلة المنتخب تغييرا في خط الوسط وربما الاستعانة بخدمات اللاعب المخضرم قصي منير وإعادة تأهيله بدنياً لأنه كان بيضة القبان في نادي قطر خلال تدريبه وان تعذر ذلك سيستعين باللاعب المحترف ياسر قاسم الذي قدم مستويات مميزة في بطولة الخليج.
رؤيته الهجومية
يعد لازاروني من المدربين الذين لا يؤمنون بالعمر كمعيار للتفاضل وخلال تجاربه السابقة استعان بلاعبين من اعمار كبيرة مادام مردودهم اللياقي والفني يؤهلهم في المشاركة، ويبدو ان عودة علاء عبد الزهرة إلى التشكيل الاساس شيء متوقع نظراً لمعرفته الجيدة بمستواه وإجادته أكثر من اللعب في أكثر مركز، بالإضافة الى الافادة من خدمات المغتربين مثل جيستن ميرام واحمد ياسين اللذين بحاجة الى انسجام ورؤية اخرى في ابراز امكاناتهما الفنية.