نساء تخلصن من «داعش» يروين قصصهن لـ «الصباح»
لاسيما بحق النساء والاطفال لن تمر من دون عقاب، وستتم ملاحقتهم ومحاكمتهم
على جميع تلك الجرائم»، وفي وقت روت فيه نساء وشابات من الحويجة ممن نزحن
حديثا الى كركوك قصصا مروعة عن جرائم تميزت بالخسة والنذالة ارتكبها بحقهن
تنظيم «داعش» الإرهابي، أفاد مصدر أمني، بأن فتاتين ايزيديتين هربتا من
قبضة «داعش» في الجانب الأيمن من مدينة الموصل.
واكدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، المكلفة بمسألة العنف
الجنسي في النزاعات زينب هوى بانغورا خلال لقائها أمس الأول الاثنين وزير
الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف ” استمرار الأمم المتحدة بدعم الحكومة
العراقية في حربها ضد الإرهاب فضلا عن عملها تجاه النازحين والمهجرين”.
وبينت بانغورا، أن “جميع الجرائم التي ارتكبتها عصابات “داعش” الإرهابية
بحق النساء والأطفال في العراق لن تمر من دون عقاب، وستتم محاكمتهم على
جميع الجرائم التي اقترفوها وإن محاسبتهم ستتم عن طريق اتخاذ الخطوات
اللازمة لضمان تقديمهم للعدالة، فضلا عن تقديم الدعم الكافي لجميع الضحايا
من الأطفال وتغيير حياتهم إلى الأفضل”.
تعاون حكومي أممي
وبحث الجانبان “دور الوزارة في إغاثة النساء النازحات وكيفية تقديم الخدمات
اللازمة لهن فضلا عن وضع النازحين خاصة النساء اللواتي تعرضن إلى الاضطهاد
والعنف والاغتصاب من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي”، وقال وزير الهجرة في
مؤتمر صحفي مشترك مع بانغورا: إن “الوزارة عازمة ومصرة على إزالة كل الآثار
الاجتماعية التي نجمت أثناء الحرب والنزاعات في الفترة التي تعرضت لها
المحافظات العراقية إلى احتلال من قبل عصابات “داعش” الإرهابية”، مبينا أن
“إزالة هذه الآثار الاجتماعية ستكون من خلال تطبيق البرامج الاجتماعية
والثقافية والنفسية التي وضعتها الوزارة للمناطق المحررة والمناطق التي
ستتحرر”.
نساء الحويجة
إلى ذلك، روت نساء وشابات من الحويجة ممن نزحن حديثا الى كركوك قصص الخوف
والامتهان والاذلال التي عاشنها مرغمات تحت سطوة عصابات “داعش” التي ارتكبت
افعالا تميزت بالخسة والدناءة لاشباه الرجال، وناشدن بانقاذ المتبقيات من
نساء الحويجة بغيرة اخوتهن من ابطال القوات الامنية.
وقالت الشابة “نوال وهب” من احدى قرى ناحية الرياض جنوب غرب مدينة كركوك:
إنها ووالدتها نقلتا اختها الحامل إلى مركز صحي لغرض إجراء “ولادة قيصرية”
لتعسر حالة
حملها.
وأضافت أن “الطبيب الأجنبي الذي يرتدي زيا أفغانيا وهو تابع لعصابة “داعش”
التي تسيطر على المركز الصحي طالب بمبلغ كبير لإجراء العملية القيصرية
وتفاجأنا بدخول مجموعة من “الدواعش” إلى غرفة العمليات، وحين عدت مع والدتي
برفقة شقيقتي ليلا تعرض لنا مجموعة من عناصر “داعش” وحاولوا الاعتداء عليّ
فبدأت مع والدتي بالصراخ والدفاع عني فقاموا بضربنا بأعقاب البنادق”.
اما “ايمان عبدالله” النازحة لتوها فقد ناشدت الغيارى في القوات الامنية
بتخليص العوائل الهاربة من مشقة المسير وملاحقة “الدواعش” للفارين بما فيهم
نساؤها “لأنهن يتعرضن لشتى انواع العذاب والخوف والتهميش والاستهانة
بكرامتهن والتعرض للتحرش منهم واذا رفضن تلقين الضرب او الموت او المصير
المجهول”، مبينة أن “عناصر العصابة الإرهابية اقتحموا بيتي بعد فرار أخي
صوب ناحية العلم وأبلغوني أنني وشقيقتي الصغيرتين سنكون لعناصر “داعش”
بمثابة السبايا، فهربنا في نفس اليوم ليلا ووصلنا إلى كركوك بشق الأنفس
وبعد مخاطر كبيرة”.
بينما روت “ام وسام” احدى النازحات أن “تنظيم “داعش” لم يعد يفرق بين
الطفلة والشابة؛ فقد اغتصب احد عناصرهم فتاة في الرابعة عشرة من العمر بعد
أن اجبر والدها على تزويجها له بدلا من مبلغ يطلبه منه عن استئجار محل لم
يستطع تسديده له، وتعاني الفتاة الآن من امراض تحتاج الى المعالجة الصحية
وتتعرض الى الضرب والايذاء الجسدي من “الداعشي” بعد ان ضيق المراقبة عليها
لمنعها من الهرب وصار يهددها بالقتل”.
من جانب آخر، أفاد مصدر أمني بان “فتاتين ايزيديتين – من قضاء سنجار-
تمكنتا من الهرب من قبضة “داعش” في حي المأمون بالجانب الأيمن من مدينة
الموصل”، مبينا أنه “تم تسليم الفتاتين إلى قوات البيشمركة في منطقة
النوران شمال شرق الموصل”.


