ثقافة وتعليم

مبدعونا وكتّابنا يراجعون إنجازاتهم الفردية خلال عام

مبدعونا وكتّابنا يراجعون إنجازاتهم الفردية خلال عام

كيف يمكن الوقوف على ما أنجزه الأدب العراقي خلال عام كامل؟ ربما هذا تساؤل يطرح إشكاليّات عدّة، أولها، هل تمكنّا من جرد كل ما صدر في المجالات المعرفية والثقافية، وهل أجرينا مسحاً لكل ما أنجز خلال هذا العام ولم يصدر حتى الآن، وما هو المنجز لكي نتمكن من إحصائه؟

أسئلة كثيرة لا أحد يستطيع الإجابة عنها، فربما يكون منجز الكاتب في عام كامل قصيدة أو قصة أو مقالة واحدة، لكنها تعبر عن فكرٍ خلاّق لم يستطع كاتب آخر التعبير عن تلك المقالة بكتاب له عدد من الفصول. لكننا مع هذا حاولنا الدخول إلى عوالم كتابنا من خلال نماذج كانت متفردة في العام 2014، وقدمت الكثير، كتباً، ومقالات، وإبداعاً، فضلاً عن حضور ثقافي

لافت.

معالم أكاديمية

أبرز ما أنجزه الدكتور معن الطائي خلال هذا العام كتابه “السرديات المضادة: بحث في طبيعة التحولات الثقافية”. إذ قدم من خلاله تصورا نظريا لكيفية فهم وتفسير آليات التحولات الثقافية في العصر الحديث. ويضيف الطائي في حديثه لنا، “كما كانت مشاركتي في ملتقى الإبداع الأدبي الذي أقامته دار فضاءات للنشر بالتعاون مع رابطة الكتاب الأردنيين فرصة طيبة لتقديم ورقة نقدية بعنوان (جماليات الحداثة الجديدة) طرحت فيها رؤية لمقترح نظرية جمالية خاصة في مقاربة الأعمال الإبداعية في مرحلة الحداثة الجديدة.

أما لدى الدكتور حسن سرحان، فقد شهد هذا العام صدور أول كتاب نقدي له في فرنسا ومشاركته ببحث علمي في مؤتمر عالمي عقد في مدينة آميان الفرنسية، منتصف شهر حزيران الماضي، دعي لحضوره عشرون باحثاً من العالم أجمع للتداول في واقع الرواية الفرنسية المعاصرة. غير ذلك، “نشرتُ دراسات نقدية عديدة في الصحف المحلية والمجلات العربية إضافة إلى ترجمات لقصص فرنسية نشرتْها مجلّتا “الدوحة” القطرية و”أفكار” الأردنية. يبقى الإنجاز الأكبر لي هذه السنة يتمثل بفراغي من ترجمة المجموعة القصصية الوحيدة لصديقي آلان روب-غرييه”.

في حين أصدر الدكتور علي عبود المحمداوي عدداً من الكتب، عاداً هذا العام استثنائياً بسبب النشاط الذي قدمه، فأصدر “العنف والشمولية واستعادة الفعل السياسي”، “الفلسفة السياسية: كشف لما هو كائن وخوض فيما ينبغي للعيش معاً”، وأشرف على كتاب “معجم الفلاسفة الأميركان”، كما أنجز مخطوطة “بقايا اللوغوس، دراسات معاصرة في تفكك المركزية العقلية الغربية”. 

انجازات سردية

من جانبه، حقق القاص والروائي فيصل عبد الحسن حلمه الكبير بإنجاز روايته “تحيا الحياة” التي عمل في كتابتها أكثر من 15 عاماً وأعاد كتابتها عشر مرات لتظهر بطبعة أنيقة عن دار “مومنت” في بريطانيا كطبعة ورقية ورقمية وحققت أعلى المبيعات والانتشار في جميع أنحاء العالم، وقبل ذلك وصلته نسخ من مجموعته القصصية “بستان العاشقين”.غير أن فرحة عبد الحسن لم تكتمل بسبب ما حصل معه في مهرجان المربد، “فقد تعرضت لصدمة كبيرة بحرماني من الحضور لمهرجان المربد في البصرة بسبب عدم إرسال بطاقة الطائرة لي من قبل المشرفين على المهرجان الذين دعوني للحضور ونكث المشرفون بوعودهم واكتفوا بإرسال بطاقات السفر للإخوة المدعوين العرب، فحرمت أنا العراقي من الحضور إلى مسقط رأسي في البصرة الفيحاء وحضور أهم مهرجان شعري وأدبي فيها”. 

قياسات الإبداع

يقيس الكاتب سعد محمد رحيم سنواته بما كتب أولاً، وبعدد ما قرأ من الكتب، و”تلك الحصيلة هي ما تمنح حياتي معناها.. كتبت عدداً من القصص وأخرجت من الدرج مخطوطة رواية غير مكتملة عنوانها (وقت للجنون) محاولاً إعادة كتابتها فأنجزت أكثر من نصفها.. والمشروع الذي ابتدأت به منذ نهاية السنة 2013، حول موضوعة الهوية أنهيته في صيغة كتاب عنوانه موقع الهوية آمل أن يصدر خلال 2015.. وصدر لي عن دار نينوى كتاب (سحر السرد) فيما أُجِّل صدور كتابي: روافد النهضة والتنوير إلى العام الجديد”. ولم يتوقف رحيم عند هذا، بل قرأ أكثر من خمسين كتاباً، منها الروايات الكبيرة: المفكرة الذهبية لدوريس لسنغ، واسمي أحمر لأورهان باموق، ولو أن مسافراً في ليلة شتاء لإيتالو كالفينو وغيرها. 

الشاعرة أفياء الأسدي كانت تواجه سواد السنة ببياض الكتابة، فشاركت بمهرجانات شِعرية، من أهمها (مهرجان مصطفى جمال الدين في الناصرية) و(قافلة لا للعنف الشِعرية) و(مهرجان المربد في البصرة) و(الأمسية الثقافية التي أقامها المركز الثقافي العراقي في بيروت لمرور 50 عاماً على وفاة السيّاب) و(مهرجان الضاد بمعهد الادارة في بغداد، وبكلية العلوم الاسلامية وبكلية تربية ابن رشد) و(مهرجان حلم الشباب في الجامعة المستنصرية)، و”من أهم ما أنجزته إكمال مجموعتي الشِعرية وتهيئتها للطبع، وتخرجت من معهد التدريب الأعلامي في شبكة الإعلام العراقي”. 

ويشير الشاعر كريم ناصر إلى أن جمال العمل لا يتأتّى إلّا من صدق أنظمته، وتنوّع وحداته الجمالية، وليس انطلاقاً من رؤية خطابية لا تحقّق حضوراً في مجال الشعرية.. وهكذا فلا يعني أيّ عمل أدبي إبداعاً خالصاً، وعليه فإنّ غياب التأصيل كان سبباً من أسباب تراجع الأدب نفسه.. 

ولا يزعم ناصر الاستفاضة، و”لكن يكفينا فخراً أنّنا أنجزنا بهذا المعنى جملة من القصائد عن أحداث شتّى، وكذلك بعض المقالات التي تندرج ضمن مادة النقد، فضلاً عن كتابين شعريين بصيغتين مختلفتين صدّرتهما دار التوحيدي في المغرب، ودار مخطوطات في هولندا”. 

في حين كان العام 2014 من أغزر الأعوام بالنسبة للشاعر باسم فرات، ذلك يتمثل في أمرين، “الأول في عدد الكتب التي صدرت لي، فهذه أول مرة تصدر لي ثلاثة كتب، الأول هو (مسافر

مقيم .. 

عامان في أعماق الأكوادور) الفائز بجائزة ابن بطوطة لأدب الرحلات، والثاني هو (دموع الكتابة.. مقالات في السيرة والتجربة) والثالث هو مجموعتي الشعرية السادسة (أشهق بأسلافي وأبتسم)، والأمر الثاني هو غزارة ما كتبت من قصائد، إذ تجاوزت الستين قصيدة، وهو ما لم أكتبه سابقًا في سنة واحدة، حيث كانت عدد القصائد في كل عام لا تتجاوز العشر في معظم الأحيان”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى