إعــلان الطـوارئ في إسرائيل بعــد «عملية القــدس»
اندلعت مواجهات في الضفة الغربية، بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية بعد ساعات
من مقتل اربعة إسرائيليين وجرح ثمانية آخرين، في هجوم على كنيس في القدس
امس الثلاثاء.
فيما توعدت الحكومة الاسرائيلية الفلسطينيين، بمزيد من الاجراءات التعسفية
واغلاق المناطق، وتوسيع حملة الاعتقالات، كرد منهم على الهجوم.
توعد وتهديد
وأعلن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إسحق أهرونوفيتش “في الساعات المقبلة
سأقوم بتخفيف القيود على حمل الأسلحة، واستخدام قوانين الطوارئ ضد
المقدسيين” مشيرا إلى أن الأمر سينطبق على أي أحد لديه رخصة لحمل السلاح
مثل الحراس الشخصيين أو ضباط الجيش وهم خارج الخدمة.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية، أن قتلى الهجوم على الكنيس بالقدس الغربية
الأربعة هم 3 أميركيين وبريطاني، فيما قتلت الشرطة منفذي العملية وهم
فلسطينيان في أسوأ هجوم من نوعه منذ 6 سنوات وسط تصاعد الصراع في المدينة
المقدسة.
ويقع الكنيس المستهدف على مقربة من المكان الذي عُثر فيه الأحد على سائق
حافلة فلسطيني، يدعى يوسف الرموني، مشنوقا حتى الموت، وقد قالت الشرطة إن
الرموني قد انتحر، في حين أشارت عائلته إلى آثار لكدمات ودماء على ظهره،
مشككة في رواية انتحاره.
وبدأت السلطات الأميركية التحقيق في الهجوم.
وأكد مسؤول أمني أميركي لـوكالة “سي ان ان”، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي
“اف بي آي” قرر فتح تحقيق في الهجوم على الكنيس اليهودي، بعد التأكد من أن
ثلاثة من القتلى يحملون الجنسية الأميركية.
واكد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية، مايكي روزنفيلد، إن جميع القتلى
يحملون جنسيات مزدوجة، ثلاثة منهم أميركيون، بينما الرابع يحمل الجنسية
البريطانية، لافتاً إلى أن الهجوم أسفر عن جرح نحو ثمانية آخرين.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، بالرد وألقى مسؤولية
الهجوم على حركة حماس وعلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي اتهمه بتحريض
الفلسطينيين على العنف.
وقال نتانياهو في بيان: “هذه نتيجة مباشرة لتحريض حماس وأبو مازن (عباس).. تحريض تجاهله المجتمع الدولي بطريقة غير مسؤولة”.
وأضاف نتانياهو، الذي دعا الحكومة الأمنية المصغرة المعنية بشؤون الأمن
لجلسة طارئة “سنرد بيد ثقيلة على القتل الوحشي ليهود جاؤوا للصلاة”.
إلى ذلك، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي،
إن ما يجري من تصعيد في القدس ليس حربا دينية، وإنما محاولة من حكومة
نتانياهو لجعله صراعا دينيا.
كما أمر الوزير الإسرائيلي بتنفيذ سلسلة أخرى من الإجراءات القاسية ضد
منفذي الهجمات وعائلاتهم تشمل وضع حواجز عسكرية وشرطية في قلب الأحياء
والقرى العربية في القدس المحتلة، وتسريع هدم منازل ذوي منفذي الهجمات.
وتشمل الإجراءات أيضا دفن جثثهم خارج حدود القدس المحتلة بالإضافة لاستخدام
قوانين الطوارئ ضد العرب في القدس وتسهيل إجراءات ترخيص حمل السلاح لليهود
في المدينة.
كما قرر المفتش العام للشرطة الإسرائيلية يوحنان دانينو من جهته رفع مستوى
التأهب في صفوف الشرطة فورا إلى الدرجة (ج)، وهي ثاني أعلى درجة استعداد في
صفوف الشرطة الإسرائيلية.
مسؤولية
وتبنت كتائب أبو علي مصطفى (الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) عملية القدس.
وأعلنت الكتائب أن منفذي الهجوم هما من أعضائها. وقالت في بيان إنهما
استشهدا بعد تنفيذهما العملية. وباركت العملية ووصفتها بالبطولية، وقالت
إنها جاءت ردا على جرائم الاحتلال في القدس، كما دعت إلى تطوير الجهود نحو
مقاومة موحدة ضد المحتلين وقطعان المستوطنين.
ودعا الجناح العسكري للجبهة الشعبية إلى تصعيد وتطوير العمليات في القدس.
وذكرت أسرة منفذيْ الهجوم أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا كبيرا من أفراد عائلة الشهيدين.
في غضون ذلك، قال هاني الثوابتة عضو الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “إننا في
كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
نبارك العملية البطولية التي نفذها الرفاق أبطال الجبهة الشعبية في القدس.
فيما قال المتحدث باسم حماس سامي ابو زهري “نحن في حركة حماس نبارك العملية
البطولية صباح اليوم(امس) في مدينة القدس ونعتبر انها رد فعل طبيعي على
جرائم الاحتلال الاسرائيلي بحق المسجد الاقصى وبحق شعبنا في مدينة القدس،
داعية إلى “مواصلة عمليات الثأر ضد إسرائيل ردا على إعدام الرموني
والانتهاكات في الأقصى.”
إدانة
من جهته، دان وزير الخارجية الأميركي جون كيري الهجوم على الكنيس في القدس.
كما دانه الاتحاد الاوروبي وعدد من الدول.
وفي رام الله، أدان رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس، الهجوم،
وأكدت الرئاسة الفلسطينية أنها ترفض عمليات قتل المدنيين من أي جهة كانت،
وهي “تدين عملية قتل المصلين التي تمت في أحد دور العبادة في القدس
الغربية، كما تدين كل أعمال العنف أيا كان مصدرها، وتطالب بوقف الاقتحامات
للمسجد الأقصى واستفزازات المستوطنين وتحريض بعض الوزراء الإسرائيليين.”
بينما اعتبر أحمد عساف، المتحدث باسم حركة فتح أن “الهجوم نتيجة طبيعية للانتهاكات الإسرائيلية بالقدس”.