سياسة

مستشار دي ميستورا: خطر تقسيم سوريا قائم في حال استمرت الهدنة مع المماطلة في التسوية السياسية



حذر فيتالي نعومكين، المستشار السياسي للمبعوث الأممي إلى سوريا
ستيفان دي ميستورا من تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ شبيهة بالدول ، إذا ما
طالت التسوية السياسية في هذا البلد.

فقد اعتبر الأكاديمي نعومكين، بحسب وكالة “إنترفاكس” الروسية، أن “استمرار
الهدنة في سوريا وطول أمد العملية السياسية للتسوية ، أو انهيار جهود
التسوية بالكامل فيها، قد يجعلها تواجه تقسيمها إلى مناطق نفوذ” .

وتابع: “إذا ما حالف النجاح عملية أستانة، وتم على الأرض تنفيذ مقرراتها
وتثبيتها، سوف تبرز حينها، ولجملة من العوامل، مسألة تقرير مصير المناطق
الخاضعة لأطراف النزاع والمناطق التي تنتزع من سيطرة تنظيم داعش”.

وأضاف نعومكين: “دعونا نتصور ماذا سيحدث في حال استمرار صمود وقف إطلاق
النار تزامنا مع خمول وبطء سير التسوية السياسية أو تسويفها، أو انهيارها،
وفي مثل هذه الحال، أليس من الممكن مثلا في محافظة إدلب، أن تعزز فصائل
المعارضة المسلحة تسليحها وتحصينها وتثبيت مواقعها، لتتحول هذه الأراضي إلى
دولة شكلية هناك؟”

واعتبر نعومكين أن “هذا الأمر قد ينسحب على مناطق شمال سوريا والخاضعة
لقوات درع الفرات، والمتاخمة لقطاعات الكورد شمال سوريا، وعلى المناطق
الجنوبية التي يشرف عليها الأردن جنوب سوريا”.

واستطرد قائلاً: “وهذا بحد ذاته سوف يثير – إذا ما تم  تقاسم سورية على
الأرض – ، السؤال حول احتمال أن يفضي الواقع القائم إلى تعقيد العملية
السياسية ، فالفصائل المعارضة والجهات الراعية لها، لن تكون حينها بحاجة
إلى تأييد الحوار السياسي، لأن الجميع في مثل هذه الحال سوف يكونون راضين
عن وضعهم”.

ويرى نعومكين أن “ما يعزز سيناريو الفدرالية على الأرض في سوريا، هو
المقترح الذي طرحه الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب، لإقامة مناطق
عازلة في سوريا، ويقول نعومكين: “من غير الواضح حتى الآن ما يمكن لوضع كهذا
أن يحمل في طياته، فقد اتفقت واشنطن وأنقرة قبل أيام على حشد الجهود بما
يخدم استحداث هذه المناطق الآمنة “.

ويلفت نعومكين إلى أن “ما يعزز طرح قدرة المناطق الآمنة على المنافسة مع
باقي مناطق سوريا،  تدفق الاستثمارات الخليجية والغربية عليها، وما سيتمخض
عن ذلك من تطور البنى التحتية، وتشييد المباني، وخلق ظروف عيش أفضل فيه،
قياساً بباقي المناطق المدمرة والخاضعة لدمشق، والتي سيتعذر على الأخيرة
إعادة إعمارها بمعزل عن الدعم الخارجي، إذ لا تلوح في الأفق، وباستثناء
البعض، من هي البلدان والمنظمات الدولية المستعدة لإعمار المحافظات السورية
الخاضعة لسيطرة الدولة” .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى