سياسة

الرئاسات الثلاث: العراقيون قطعوا الطريق أمام مثيري الفتن الطائفية

اتفقت جميع الفعاليات السياسية والدينية والشعبية على
أن ما حدث قبل أيام في منطقة الأعظمية من اعتداءات آثمة وشعارات طائفية
مقيتة هدفها تمزيق وحدة العراقيين وتشتيت جمعهم وتكاتفهم بعد الانتصارات
المبهرة على عصابات “داعش” الارهابية، فضلاً عن أن هذه المحاولة اليائسة
ترمي لتقويض سلطة الدولة وافشال خططها في اشاعة الامن والاستقرار وتمزيق
وحدة النسيج الاجتماعي.

وجاءت ردود الفعل السريعة والحازمة للقادة السياسيين ورجال الدين لتوئد هذه
المحاولة الخسيسة وتؤكد أن العراقيين بمختلف قومياتهم وطوائفهم موحدون
بوجه دعاة الطائفية والتشرذم والتقسيم.

رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، اشاد وفقاً لبيان رئاسي, بيقظة علماء الدين
والقوات الامنية والمواطنين من أهالي المنطقة في الكشف عن المندسين الذين
افزعهم تصميم الشعب العراقي على حماية وحدته الوطنية والتعايش السلمي بين
كافة مكوناته، وفي حين دعا الى ملاحقة مثيري الفتن، أعرب عن دعمه للاجراءات
الرادعة التي اتخذتها الحكومة ضدهم.

بدوره, زار رئيس الوزراء حيدر العبادي مدينة الأعظمية وجامع أبي حنيفة
النعمان والمجمع الفقهي العراقي، للاطمئنان على استتباب الأمن بشكل كامل،
فضلا عن توجهه الى مدينة الكاظمية لأداء الزيارة والتعزية بذكرى استشهاد
الامام موسى الكاظم (ع).

ودعا العبادي جميع علماء الدين والسياسيين والنخب المثقفة ووسائل الاعلام
الى افشال الفتنة التي يحاول البعض تأجيجها وعدم السماح بالمتاجرة بدماء
العراقيين والعزف على وتر الطائفية، مشدداً على ضرورة ضبط النفس وعدم
الانجرار إلى مخططات اعداء العراق الذين يحاولون تفرقته وتمزيقه.

رئيس الوزراء أكد، بحسب بيان له، أن الحكومة ستضرب بيد من حديد على كل من
تسول له نفسه اثارة الفتن والتفرقة لان البعض اغاظهم التلاحم البطولي بين
ابناء الشعب العراقي في مواجهة الارهاب وتحرير الاراضي المحتلة، مشيداً
بوقفة العلماء والوجهاء والقادة الأمنيين في استيعاب الفتنة وتطويقها.هذا
وأجرى رئيس مجلس النواب سليم الجبوري اتصالات مكثفة مع رئيس الوزراء حيدر
العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي لتطويق ما حدث في منطقة الاعظمية.من
جانبه، استنكر نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، حرق المباني الخاصة
والعامة في منطقة الاعظمية ببغداد، مشدداً على ضرورة الالتزام بالقانون
والسماح للأجهزة الأمنية “وحدها” بالحفاظ على الأمن، فيما دعا الأجهزة
الأمنية إلى توخي الحيطة والحذر وملاحقة الجناة وتقديمهم للمحاكمة.

المالكي نوه ، بحسب بيان لمكتبه, بأن هذه الاحداث المؤسفة التي تخللتها
عمليات اجرامية بحق المواطنين الأبرياء، تشير بوضوح الى ان المؤامرة تستهدف
تمزيق الاواصر بين ابناء الشعب العراقي.

وفي السياق ذاته، حذر نائب رئيس الجمهورية اياد علاوي، من ان الاعتداء على
حرمة الاوقاف الاسلامية في الاعظمية سيؤدي الى توتير الاجواء المحتقنة اصلا
في البلاد، مطالباً الحكومة باجراء تحقيق فوري بالحادثة والعمل على حماية
كافة الاماكن والمراكز الدينية.فيما شدد نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي
على ضرورة التعاون والتآزر لتجاوز الاوضاع الاستثنائية، كاشفاً عن أن قوات
أمنية ارسلها رئيس الوزراء حيدر العبادي أحبطت محاولة اقتحام جامع الإمام
الأعظم.وعلى صعيد ذي صلة، دعا نائب رئيس الوزراء صالح المطلك القادة
الامنيين الى عدم التهاون مع “مثيري الفتن ودعاة الكراهية”، وفيما أكد
ضرورة تحصين المواطنين من الشائعة ودعوتهم للتعاون وكشف المجرمين، طالب
بتعويض المتضررين من هذه الاحداث في منطقة الاعظمية.

وشدد المطلك، في بيان لمكتبه, على اهمية حماية الاهالي والدوائر الحكومية
في الاعظمية ومنع تكرار مثل هذه الاحداث المؤسفة مستقبلا، والحذر من
العصابات الاجرامية التي تنشط خلال اجواء الفوضى والانفلات الامني وتسعى
لفرض اجندتها, داعيا المواطنين الى التحصن ضد الشائعات والابلاغ عن
المسيئين والمجرمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى