مقالات

نهاية رمز إرهابي

بقلم: ميعاد الطائي
سقوط رموز الإرهاب في المعركة مع عصابات “داعش”
يساهم في الانهيار المعنوي لهذه العصابات ويعطي صورة سوداء لمستقبلها في
العراق، فبعد مقتل المجرم عزة الدوري وإصابة زعيم “داعش” المدعو “ابو بكر
البغدادي” تأتي الضربة الجديدة بمقتل “ابو علاء العفري” نائب خليفة “داعش”
الإرهابي لتكون بمثابة ضربة قاصمة لظهر الإرهاب في العراق والذي أصبح يجد
نفسه في أيامه الأخيرة مع تساقط رموزه إضافة الى تصارع الرموز المتبقية
وصراعها على النفوذ والسلطة وعلى ما تكسبه من السحت الحرام عبر السرقة
والاتاوات التي تجمعها من ابناء المناطق المغتصبة.
إن مقتل العفري في هذا التوقيت المهم له مدلولات عديدة اهمها انه يعكس
اختراق الجهد الاستخباري العراقي والدولي لتنظيم “داعش” وتمكنه من رصد
تحركاته بدقة حيث لم يمنح الفرصة او الوقت الكافي للإرهابي المقبور في
قيادة التنظيم لممارسة دوره كزعيم بديل عن البغدادي وهذا يجعل عصابات
“داعش” تشعر بالخطر كما يجعلها تشكك في ولاءات اعضائها بما يزيد الصراعات
والتصفيات الداخلية.
ولابد من الإشارة هنا الى ان العفري إرهابي دولي له مشاركات ومهام كبيرة
كان يقوم بها حيث تلقى تدريباته في أفغانستان عام 1998 وهو من اشد الموالين
لزعيم القاعدة الإرهابي المقبور أسامة بن لادن ولقد بايع الارهابيين “ابو
مصعب الزرقاوي” و”ابو عمر البغدادي” قبل ان يقتلا، كما شغل العديد من
المناصب في تنظيم القاعدة و”داعش” حاليا ومنها رئيس مجلس شورى الدولة
اللاإسلامية وكان يتميز عن المجرمين الآخرين بأنه شخصية دموية جدا اذ كان
يقود بنفسه حملات تصفية الأقليات وقتل الرهائن.
ومن الجدير بالذكر – ونحن نتحدث عن تنظيم “داعش” الإرهابي – ان نشير الى
حقيقة مهمة وهي ان هذا التنظيم يمر بمرحلة صعبة للغاية، حيث شهد العديد من
الانقسامات لاسيما بعد إصابة البغدادي، فقد ظهرت تنظيمات ارهابية جديدة على
الساحة ومنها “كتائب الصحابة” و”كتائب سعد بن ابي وقاص” و”أبناء نينوى
الأبرار” ومجموعات أخرى يقود بعضها ضباط عراقيون في الجيش السابق وأزلام
البعث المقبور بينما يقود المجموعات الأخرى مجرمون وقتلة عرب جاؤوا من خارج
الحدود.
ما يهمنا هنا هو ان مقتل قادة تنظيم “داعش” يسبب انهيارا معنويا في صفوفه
ويزيد في صراعاتها ويجعلها تشعر بأنها أصبحت مخترقة من قبل المواطنين الذين
يعيشون في تلك المناطق. وعلى المواطن العراقي ان يدرك بأن تلك التنظيمات
الارهابية أصبحت في آخر أيامها في العراق ومهما طالت بها الأيام فهي ماضية
الى النهاية لأنها غريبة عن العراق وعن أفكاره وعاداته, وكل هذا يصب في
صالح القوات الامنية والجهد العسكري العراقي لحسم المعركة، إذ اننا يجب ان
نستثمر حالة الانهيار التي تعيشها تلك التنظيمات وهي تتلقى الضربات الموجعة
وتشهد تساقط رموزها الإرهابية الواحد تلو الآخر.  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى