مقالات
المشروع الأميركي
بقلم: حسب الله يحيى
لم يتنبه الا قلة من السياسيين العراقيين الى طبيعة
المشروع الاميركي الاخير بشأن تقسيم العراق والتعامل مع السنة والكرد
كدولتين وتسليحهما بعيداً عن الحكومة المركزية.
والامر الخفي الذي لم تعلنه السياسة الاميركية من خلال هذا المشروع لا يكمن
في تقسيم العراق فحسب، وإنما في تقسيم المقسم كلما التأم وتوجه نحو الوحدة
الوطنية والتوافق والتفاهم والتصالح والتسامح.
إن هذا المشروع لا يبحث عن حل منطقي وسياسي مقبول ومعقول وسليم، بدليل ان
وضع السلاح بأيدي عديدة كي تواجه عدوا شرساً، اجرامياً، ظلامياً مثل
(داعش)، سيحّول القتال الى العشائر فيما بينها والأخذ بثارات قديمة، وتعميق
الخلاف بين الكرد والعرب في المناطق المختلف عليها ادارياً، ومن ثم يصبح
العراق اضعف بكثير مما هو عليه الآن، ولا يقوى على مواجهة الدول الاقليمية
والأجنبية واطماعها في الاراضي العراقية الغنية بالنفظ والمياه.
لا شك ان العراق اذا ما تحول من عراق متعدد الاديان والقوميات الى دول
طائفية وعرقية.. فانه لايمكن ان يهدأ ويعيش في سلام ابداً.. ذلك ان
الطائفية والعرقية من شأنها ان تنخر فيما سيتبقى في نفوس كل فرد من وشائج
اسرية وعلاقات إنسانية حميمية.. وسيجد كل فرد مصادر تغذيه بالقطيعة
الطائفية المقيتة والعنصرية الشوفينية الضيقة، وسيصبح كل عراقي يفتقد الى
هويته الوطنية، ليبحث عن الآخر ممن هم من طائفته وملته وسيهمل تماماً
الانتماء الى خيمة الوطن الكلية التي ستتمزق وتصبح عرضة للعواصف.
المشروع الاميركي، ليس مجرد مشروع للاستعراض ولا وليد ظروف صعبة يمر بها
العراق اليوم، وانما كانت للمشروع جذوره منذ دعوة بايدن لتقسيم العراق، وقد
غذى هذا المشروع الاخفاق في ادارة الدولة فضلا عن الفساد والحوارات
السياسية التي تتقاطع دائماً والتي لا تبحث الا عن مصالح ضيقة تسميها تلك
القوى (التوازن) والتخلي كلياً عن مصالح العراقيين.
وقد اتسع الشرخ الآن لتصبح الشروط الاميركية في دعم العراق مالياً مرهونة بما تنفذه الحكومة العراقية وما لا تنفذه من هذه الشروط!!
وبدلاً من مناقشة ومعالجة السلبيات والازمات العراقية الداخلية، نجد آراء
السياسيين بشأن المشروع الاميركي تتقاطع مع بعضها تقاطعاً كلياً.. لا من
أجل العراق ووحدة اراضيه وسلامة وامن شعبه، وإنما من اجل مصالح حزبية
وطائفية واثنية ضيقة.. وما من حل لهذا الواقع التدميري سوى التخلي عن الروح
الانانية والمصلحة الضيقة والتوجه الى عراق موحد، عراق يجمع عليه كل
العراقيين. نعم.. هذا الامر ليس سهلاً..
ولكن لا خيار للعراقيين سوى مواجهة انفسهم بحقيقة ما يجري حولهم من مؤامرات
ومؤثرات من شأنها أن تمزق وجودهم وتقلعهم من فيء نخلة عراقية كانت تدر لهم
– في يوم ما- رطباً شهياً.
لم يتنبه الا قلة من السياسيين العراقيين الى طبيعة
المشروع الاميركي الاخير بشأن تقسيم العراق والتعامل مع السنة والكرد
كدولتين وتسليحهما بعيداً عن الحكومة المركزية.
والامر الخفي الذي لم تعلنه السياسة الاميركية من خلال هذا المشروع لا يكمن
في تقسيم العراق فحسب، وإنما في تقسيم المقسم كلما التأم وتوجه نحو الوحدة
الوطنية والتوافق والتفاهم والتصالح والتسامح.
إن هذا المشروع لا يبحث عن حل منطقي وسياسي مقبول ومعقول وسليم، بدليل ان
وضع السلاح بأيدي عديدة كي تواجه عدوا شرساً، اجرامياً، ظلامياً مثل
(داعش)، سيحّول القتال الى العشائر فيما بينها والأخذ بثارات قديمة، وتعميق
الخلاف بين الكرد والعرب في المناطق المختلف عليها ادارياً، ومن ثم يصبح
العراق اضعف بكثير مما هو عليه الآن، ولا يقوى على مواجهة الدول الاقليمية
والأجنبية واطماعها في الاراضي العراقية الغنية بالنفظ والمياه.
لا شك ان العراق اذا ما تحول من عراق متعدد الاديان والقوميات الى دول
طائفية وعرقية.. فانه لايمكن ان يهدأ ويعيش في سلام ابداً.. ذلك ان
الطائفية والعرقية من شأنها ان تنخر فيما سيتبقى في نفوس كل فرد من وشائج
اسرية وعلاقات إنسانية حميمية.. وسيجد كل فرد مصادر تغذيه بالقطيعة
الطائفية المقيتة والعنصرية الشوفينية الضيقة، وسيصبح كل عراقي يفتقد الى
هويته الوطنية، ليبحث عن الآخر ممن هم من طائفته وملته وسيهمل تماماً
الانتماء الى خيمة الوطن الكلية التي ستتمزق وتصبح عرضة للعواصف.
المشروع الاميركي، ليس مجرد مشروع للاستعراض ولا وليد ظروف صعبة يمر بها
العراق اليوم، وانما كانت للمشروع جذوره منذ دعوة بايدن لتقسيم العراق، وقد
غذى هذا المشروع الاخفاق في ادارة الدولة فضلا عن الفساد والحوارات
السياسية التي تتقاطع دائماً والتي لا تبحث الا عن مصالح ضيقة تسميها تلك
القوى (التوازن) والتخلي كلياً عن مصالح العراقيين.
وقد اتسع الشرخ الآن لتصبح الشروط الاميركية في دعم العراق مالياً مرهونة بما تنفذه الحكومة العراقية وما لا تنفذه من هذه الشروط!!
وبدلاً من مناقشة ومعالجة السلبيات والازمات العراقية الداخلية، نجد آراء
السياسيين بشأن المشروع الاميركي تتقاطع مع بعضها تقاطعاً كلياً.. لا من
أجل العراق ووحدة اراضيه وسلامة وامن شعبه، وإنما من اجل مصالح حزبية
وطائفية واثنية ضيقة.. وما من حل لهذا الواقع التدميري سوى التخلي عن الروح
الانانية والمصلحة الضيقة والتوجه الى عراق موحد، عراق يجمع عليه كل
العراقيين. نعم.. هذا الامر ليس سهلاً..
ولكن لا خيار للعراقيين سوى مواجهة انفسهم بحقيقة ما يجري حولهم من مؤامرات
ومؤثرات من شأنها أن تمزق وجودهم وتقلعهم من فيء نخلة عراقية كانت تدر لهم
– في يوم ما- رطباً شهياً.