عزام صالح: الدراما العراقية تعاني ضعف التسويق
كبيرة خلال السنوات الأخيرة؛ نتيجة توفّر الكاميرات الحديثة وتقنياتها
المتطوّرة”.وأضاف صالح: “في العراق ظل مخرجونا يراوحون في مكانهم، قياساً
بمخرجي مصر وتركيا وايران”، مشيراً إلى أن “العملية تتم هناك بمنظومة
متجانسة بدءاً بـ “النص” المدروس من المؤسسة او الشركة المعنية بانتاج
الدراما، حيث يتم تكليف كاتب او مؤلف معين على وفق ما ترتأيه تلك المؤسسة
او القناة من رؤية سياسية او اجتماعية معينة لتأتي بعدها الادارة الفنية
وهي من العناصر المهمة والمكملة للعمل مثل المكياج واختيار الممثل،
والموسيقى التي تؤلف وفقاً لما تحتاجه احداث الدراما وذلك ما شاهدناه جليا
في العديد من الاعمال العربية والتركية والايرانية”.
وانتقد عزّام بعض المخرجين المحليين بالقول: بعض مخرجينا تبدأ مخيلته تعمل
على وفق ما تراه جهة الانتاج من املاءات ومنها موسيقى العمل التي تُسرق من
مواقع الانترنت وصولاً الى الاغنية التي تصاحب المسلسل والتي لا نجد لها
علاقة باحداثه وفصوله الدرامية”.
وتابع صالح حديثه: “كذلك الازياء والملابس التي يتم تكليف الممثل باحضارها
على وفق ما تحتاجه الشخصية المراد تجسيدها وهذا امر يثير الضحك في الخارج،
فالمدن الاعلامية والاستوديوهات الكبيرة تمتلئ بمخازن الملابس التاريخية
والمعاصرة”.
أسباب تراجع الدراما
وبشأن اختيار النجوم في الدراما أشار صالح: “ليست لدينا حاضنة لصناعة
النجوم وهذا الامر معروف لدينا منذ سنوات بعيدة، بينما ساد مؤخرا اختيار
النجم الذي يحبه الجمهور ليكون العصب الرئيس في احداث الدراما، والامثلة
كثيرة في هذا المجال، كما ان هناك مشكلة تخص الاجهزة التي نعمل بها لاسيما
الكاميرات فهي مستهلكة ومن الدرجة الثانية و يتم جلبها من دول الجوار بعد
استخدامها اكثر من 150 ساعة وهذا يجعل “الهيد” فيها منتهياً وصولاً الى
طبيعة اللون ونقاء الصورة”.
ضعف التسويق
وتأسّف صالح لضعف عملية التسويق للدراما العراقية قائلاً: “للأسف، اعمالنا
محلية بامتياز وتعرض من على شاشات تلفزيونات العراق فقط، لاسيما اعمال شهر
رمضان، بينما تكون اعمال الدول الاخرى تعرض طوال اشهر السنة وهذا سببه عدم
وجود مؤسسة خاصة بالدراما وتسويقها على المستوى الاعلامي والربحي، ففي
الخليج تناهى الى سمعي ان بعض الوزراء يصطحبون معهم اعمالاً درامية للبلدان
التي يزورونها”.وأضاف: “بالنتيجة يبقى المخرج العراقي رهينة المنتج المنفذ
الذي اتفق سلفا مع جهة الانتاج ليحصل على ارباحه على حساب مخيلة المخرج
وامكانية ابداعه”.
سيرة
المخرج عزام صالح احد ابرز مخرجي الدراما العراقية في سنوات بعد التغيير
حيث عمل وسط الانفجارات والاعمال الارهابية ليقدم مسلسل “سنوات النار”
بجزأيه والذي سلط الضوء فيه على مرحلة تاريخية من تاريخ العراق المعاصر.ولد
المخرج عزام صالح في البصرة ليدرس السينما واسرارها في كلية الفنون
الجميلة، قدّم عدداً من اعمال الدراما التلفزيوينة ابرزها حكاية ابن الشيخ،
شتاء ساخن، خاص جداً، سواد الليل، سيدة الرجال، العولمة، المصير القادم،
وامطار النار