مقالات

خيارات محورية

شبكة الساعة الاخبارية العراقية \ متابعة

احيانا كثيرة تضعنا الظروف و الحياة أمام خيارات صعبة يحار فيها العقل و المنطق و تتألم من صعوبتها العواطف و المشاعر و نحن لا نبالغ هنا اذا قلنا أننا كل يوم نختار بين أشياء نفعلها و أخرى نتجنبها و لكن في بعض الأحيان تكون هناك خيارات محورية و مؤثرة في المستقبل علينا و على غيرنا ممن نعيش معهم و نؤثر فيهم

و من هذه الخيارات المهمة في حياة كل منا اختيار المهنة و الزوجة و التخصص و السكن و الصديق و السفر و البيع و الشراء و الانتقال من بلد إلى بلد و من عمل إلى عمل. و زد عليها تعليم الأبناء و زواجهم و القرب منهم و البعد عنهم. ناهيك عن خيارات استثمار الأموال إن وجدت

وعندما تحين لحظة الاختيار يكون مصدر القلق هو أننا لا نعرف الإجابة و نجهل الاختيار الصحيح و نخاف من لحظة الندم عندما تتضح الأمور أكثر فنحن لا نستطيع التنبؤ بما سوف يحدث في المستقبل. و هنا يكون الاختيار لعبة يحتمل الصواب و الخطأ و المكسب و الخسارة و قد يتسبب الخطأ في خسارة فادحة و قد يصعب علينا إصلاح الخطأ في المستقبل و قد لا نستطيع التراجع

هناك أناس يتألمون و يعانون من آثار اختياراتهم السابقة
و يحسون أنهم اساءوا الاختيار و هناك أناس لا ينشغلون و لا يجتهدون في اختياراتهم و لا يرون الما و لا يحسون ندما في كونهم اختاروا صواب ام خطأ
و يتجنب آخرون القرار الصعب في الاختيار و يتركون هذا الحق الأصيل الى ان تختار عنهم الظروف أو يختار لهم الآخرون

و الاختيار يحتاج إلى قرار والقرار يحتاج إلى تدريب منذ الصغر على أن نتعلم فقه الاختيار المبني على معرفة الظروف و الأحوال فالاختيار كالاختبار و النجاح فيه يعتمد بالدرجة الأولى على التدرب عليه و معرفة المعلومات و الظروف الملابسات من حوله
إن حسن الاختيار مهارة يحتاجها الرجال و النساء و الشباب و الأطفال و الكبار و الصغار و لا عيب اطلاقا أن نصيب و نخطىء و لكن العيب في ألا نجتهد و نتعب في حسن الاختيار

و الخلاصة هنا أن نتعلم كيف نختار و نعرف الحلال و الحرام و الأصول و الاعراف و أن نأخذ بالخبرات السابقة و نستشير أهل العلم و الحكمة و ذوي الصدق و الأمانة و ألا نستسلم فقط لعواطفنا أو احاسيسنا عند الاختيار و أن نثق في خالق الأرض و السماء ورازق الإنسان في كل مكان و في كل زمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى