ثقافة وتعليم

مرغريت يورسينار في المجلة الأدبية الفرنسية

شملت تجارب مرغريت يورسينار الكتابية أساليب وأنواعا أدبية عديدة وتسجلت ضمن حداثة العصر، ولكن خارج جميع الموضات كما يؤكد مقال (الحداثة عن بعد)، فكيف يمكننا قراءة عملها اليوم؟ وبماذا نحتفظ الآن من فكر هذه العقلية الثقافية والنقدية العالمية؟ بين حدي هذين السؤالين يستقر مسعى ملف المجلة الأدبية (ماغازين ليتيرير) الفرنسية، العدد 550، لشهر كانون الأول من العام 2014، وهو ليس أول ملف فقد سبق للمجلة أن أصدرت في العام 1979 ملفا خاصا بالكاتبة قبيل انتخابها للأكاديمية الفرنسية وصدور طبعة لرواياتها عن “مكتبة البلياد”، ثم ظهر الملف الثاني في العام 1990 بعد وفاتها في العام 1987 بمنزلها في الولايات المتحدة عن 85 عاما. 

لقد مر ربع قرن وما زالت هذه الكاتبة الفذة إلى اليوم حاضرة وفي قلب الاهتمامات النقدية والفكرية بعملها المتنوع والمفصل الذي يحدثنا عن تقاسم العالم المحسوس بين الأحياء، بشرا كانوا أو غير بشر، منذ روايتها المبكرة (مذكرات هادريان) التي وظفت أجواء الإمبراطورية الرومانية التاريخية لتطرح رهانات عصرنا الحاضر في الخير المشترك، وأخلاقيات المُثل، والبراغماتية السياسية من خلال علاقة المعلم هادريان وتلميذه المراهق الذي سيصبح ذات يوم قيصرا. هذا الجانب حظي باهتمام واف في عدة مقالات من الملف مثل (اليونان في مكانها المناسب) و(مذكرات هادريان، مسرح العالم).

يذكر أنه قد صدرت مؤخرا عدة كتب دراسية منها (قراءات مرغريت يورسينار: مذكرات هادريان)، و(مرغريت يورسينار: وهم الذات)، و(يورسينار: مذكرات هادريان) كما أن المجلد الخامس من مراسلاتها التي تتكون من آلاف الرسائل سيصدر عن دار غاليمار في العام 2015. 

يقع الملف في 11 مقالا على مساحة 30 صفحة، والمقالات عموما تركز على الخلفية السيرية والشخصية للكاتبة وانعكاسها على اشتغالها الفكري والأدبي مثل مقالي (أمزجة متنقلة) و (فبركة نسب) بتحليل لثلاثيتها (ذكريات ورعة، أراشيف الشمال، ماذا؟ الأبدية.) التي قضت في كتابتها عشرين عاما ونشرتها على مدى خمسة عشر عاما وصممت فيها متاهة نسبية خيالية لشخصياتها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى