مقالات
وعي الفتنة
بقلم: حمزة مصطفى
بقطع النظر عمن خطط لها او دفع اليها او حاول
استثمارها فإن ما حصل بالأعظمية من أحداث مؤسفة الإسبوع الماضي كان “فتنة”
طائفية. المندسون الذين باتوا يحتلون حيزا واسعا من التداول المفاهيمي لنوع
من مسميات الفتنة أو مصطلحاتها ليسوا سوى الخيط الأخير الرابط بين صانعي
هذه الفتنة والمروجين لها من كل الأطراف. صحيح ان الجميع لا يمل من ترديد
المقولة ذائعة الصيت “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها” الا ان التداعيات
التي تلت أحداث الأعظمية وطريقة التعامل معها سياسيا ومجتمعيا ذهبت الى
ماهو أبعد من حدود اليقظة او النوم بل الى الوعي بالفتنة، فالفتنة سواء
كانت في حالة نوم او يقظة فإن دورها في كلتا الحالتين سلبي، ففي وقت النوم
تكون ايدي الناس على قلوبهم خشية ايقاظها, وفي حالة اليقظة لن يكون الناس
سوى وقود لها. الأهم هنا هو وعي الفتنة لأنه أقصر طريق لوأدها.
إذا طبقنا هذه الفرضية على الواقع العراقي مجتمعيا وسياسيا بعد النتائج
الكارثية التي انتهت اليها أحداث العنف الطائفي في عامي 2006 و2007 وشطر من
2008 والتي كادت أن تتحول الى حرب أهلية فإن أهم ما يمكن استخلاصه من ذلك
هو الوعي المتنامي بمخاطر الفتنة. انتهت حوادث العنف الطائفي ومنها القتل
على الهوية لتستمر بعدها ممارسات متباينة مثل السيارات المفخخة والأحزمة
الناسفة واستمرار استهداف المساجد السنية والحسينيات الشيعية وأحداث الخطف
والاغتيالات والأدوار التي مارستها المجاميع المسلحة والتي تحمل السلاح
خارج نطاق الدولة. مع ذلك لم تنجح كل هذه الممارسات على حرفية بعضها
وإيغالها بالعنف والحقد في إعادة عقارب الساعة الى الوراء. الذي حصل عكس ما
كان يخطط له. كلما كان الخطب كبيرا ويراد به فتنة نائمة او يقظة كلما كان
الوعي بالمخاطر أكبر. نقطة الاختراق الدائمة التي لا تزال تحاول تنمية
الفتنة لهذا السبب أو ذاك تأتي من سياسيين من كلا الطرفين، لكن حتى خطاب
هؤلاء المتطرف والسقيم بات يواجه من أطراف من نفس الساحة “كتلة, حزب,
مذهب”. الرد الذي كثيرا ما يتسم بالقوة لا يأتي من طرف سني ضد طرف شيعي أو
بالعكس بل يأتي من سني معتدل ضد سني متطرف ومن شيعي معتدل ضد شيعي متطرف.
الأمر نفسه ينطبق على وسائل الإعلام. الردود على وسائل الإعلام المتطرفة
بدأت تأتي من وسائل الاعلام المعتدلة. صوت العقل والهدوء والاعتدال هو الذي
بدأت مساحة تأثيره تتسع في مقابل تراجع صوت التطرف والفتنة. المحصلة
ونتيجة لوعي الفتنة صار العراقيون اليوم سنة وشيعة فريقا واحدا. يقف
قبالتهم على الطرف الآخر فريق يعمل بالظلام اسمه “المندسون”. الشيعة يقرون
بوجود مندسين بين الزوار. والسنة يقرون بوجود مندسين بين النازحين. مندسو
النازحين أرادوها فتنة من خلال التفجيرات التي سبقت زيارة الإمام الكاظم
وفشلوا. ومندسو الزائرين أرادوها فتنة من خلال عمليات الحرق بالاعظمية التي
تلت الزيارة وفشلوا. الذي نجح هو: العراق.
بقطع النظر عمن خطط لها او دفع اليها او حاول
استثمارها فإن ما حصل بالأعظمية من أحداث مؤسفة الإسبوع الماضي كان “فتنة”
طائفية. المندسون الذين باتوا يحتلون حيزا واسعا من التداول المفاهيمي لنوع
من مسميات الفتنة أو مصطلحاتها ليسوا سوى الخيط الأخير الرابط بين صانعي
هذه الفتنة والمروجين لها من كل الأطراف. صحيح ان الجميع لا يمل من ترديد
المقولة ذائعة الصيت “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها” الا ان التداعيات
التي تلت أحداث الأعظمية وطريقة التعامل معها سياسيا ومجتمعيا ذهبت الى
ماهو أبعد من حدود اليقظة او النوم بل الى الوعي بالفتنة، فالفتنة سواء
كانت في حالة نوم او يقظة فإن دورها في كلتا الحالتين سلبي، ففي وقت النوم
تكون ايدي الناس على قلوبهم خشية ايقاظها, وفي حالة اليقظة لن يكون الناس
سوى وقود لها. الأهم هنا هو وعي الفتنة لأنه أقصر طريق لوأدها.
إذا طبقنا هذه الفرضية على الواقع العراقي مجتمعيا وسياسيا بعد النتائج
الكارثية التي انتهت اليها أحداث العنف الطائفي في عامي 2006 و2007 وشطر من
2008 والتي كادت أن تتحول الى حرب أهلية فإن أهم ما يمكن استخلاصه من ذلك
هو الوعي المتنامي بمخاطر الفتنة. انتهت حوادث العنف الطائفي ومنها القتل
على الهوية لتستمر بعدها ممارسات متباينة مثل السيارات المفخخة والأحزمة
الناسفة واستمرار استهداف المساجد السنية والحسينيات الشيعية وأحداث الخطف
والاغتيالات والأدوار التي مارستها المجاميع المسلحة والتي تحمل السلاح
خارج نطاق الدولة. مع ذلك لم تنجح كل هذه الممارسات على حرفية بعضها
وإيغالها بالعنف والحقد في إعادة عقارب الساعة الى الوراء. الذي حصل عكس ما
كان يخطط له. كلما كان الخطب كبيرا ويراد به فتنة نائمة او يقظة كلما كان
الوعي بالمخاطر أكبر. نقطة الاختراق الدائمة التي لا تزال تحاول تنمية
الفتنة لهذا السبب أو ذاك تأتي من سياسيين من كلا الطرفين، لكن حتى خطاب
هؤلاء المتطرف والسقيم بات يواجه من أطراف من نفس الساحة “كتلة, حزب,
مذهب”. الرد الذي كثيرا ما يتسم بالقوة لا يأتي من طرف سني ضد طرف شيعي أو
بالعكس بل يأتي من سني معتدل ضد سني متطرف ومن شيعي معتدل ضد شيعي متطرف.
الأمر نفسه ينطبق على وسائل الإعلام. الردود على وسائل الإعلام المتطرفة
بدأت تأتي من وسائل الاعلام المعتدلة. صوت العقل والهدوء والاعتدال هو الذي
بدأت مساحة تأثيره تتسع في مقابل تراجع صوت التطرف والفتنة. المحصلة
ونتيجة لوعي الفتنة صار العراقيون اليوم سنة وشيعة فريقا واحدا. يقف
قبالتهم على الطرف الآخر فريق يعمل بالظلام اسمه “المندسون”. الشيعة يقرون
بوجود مندسين بين الزوار. والسنة يقرون بوجود مندسين بين النازحين. مندسو
النازحين أرادوها فتنة من خلال التفجيرات التي سبقت زيارة الإمام الكاظم
وفشلوا. ومندسو الزائرين أرادوها فتنة من خلال عمليات الحرق بالاعظمية التي
تلت الزيارة وفشلوا. الذي نجح هو: العراق.