أمن

بطل من ميسان اختص باقتناص {الدواعش}

ما ان سمع رجب عمارة “شاب ميساني (30 عاماً)” نداء المرجعية العليا حتى
ترك دراسته واسرع ليتطوع في صفوف الحشد الشعبي، والتحق بلواء التدخل السريع
الرابع في منطقة جبال حمرين التابعة الى محافظة ديالى، ساعياً الى هزيمة
الارهابيين او نيل الشهادة باي طريقة, بعد ان نذر نفسه لتراب العراق
ومقدساته وما زال متواجدا في الوحدة منذ تطوعه قبل اربعة اشهر، عازفا عن
التمتع باجازة والنزول لرؤية اهله ومدينته مردداً عبارته الشهيرة (اما
النصر او الشهادة).
وفي جميع التعرضات والصولات يتوغل”رجب “ الى ارض المعركة حتى انه يضحي
باوقات راحته ويترصد العدو ويقضي ليله باحثا عمن يقتنصه من “الدواعش” في
اوكارهم وينسحب من دون ضوضاء او حركة .
ويقول محمد فوزي زميله في نفس الوحدة: “بعد ورود معلومات مهمة وحساسة
جمعها عناصر الجهد الاستخباري قمنا بمداهمة احد اوكار الارهاب، حيث
يتمركز”الدواعش في منطقة الصدور مختبئين في معمل الحصى الذي كانوا يترصدون
حركاتنا من خلاله طوال اليوم ويستمكنون عناصرنا عند ذهابهم لجلب الارزاق.
وفي الساعات الاولى من فجر الاول من محرم الحرام (عاشوراء) صدرت التعليمات
والحركات وابلغنا بها من قبل امرنا الضابط المقاتل من الطراز الأول النقيب
(جواد التميمي) الذي يتمتع بالشجاعة، فتحركنا نحو الهدف بعد ان قام
الإرهابيون بتفخيخ معبر بين المعمل والدور.
واستطعنا والحديث لفوزي: “بـمساعدة متطوعي الحشد الشعبي والقوات العسكرية
نصب جسر حديدي كبديل للجسر الذي دمره الارهابيون لمنع القوات الامنية من
العبور واستطعنا بسواعد الابطال دحر الإرهابيين في المنطقة والسيطرة على
المعبر وتحرير الدور السكنية المتروكة التي كان سكانها من اصحاب المعمل
البسطاء الذين اجبرهم “الدواعش” على تركها.
واطلقت القذائف بمختلف انواعها وامطرت رؤوسهم العفنة، رافقها اطلاق رصاص من الرشاشات المتوسطة والثقيلة.
ويضيف فوزي واصلنا اطلاق القذائف والرصاص حتى هرب “الدواعش” الى منطقة
البساتين حيث الغابات الكثيفة والاشجار المرتفعة للاختباء، متابعاً حديثه:
لم يتركوا شيئاً الا وقاموا بتفخيخه، الطرق والمنازل والعجلات المتروكة، بل
وصل الامر الى تفخيخ سارية رايتهم التي كثيراً ما مزقها مقاتلونا الابطال.
استمر القتال لاكثر من سبع ساعات، قاتلناهم بجميع الاسلحة وباسناد من طيران
الجو العراقي وكبدناهم خسائر جسيمة بالارواح إذ قتل واصيب خلالها العشرات
منهم ودمرت المعدات والاليات, وكانت حصة رجب عمارة “حصة الاسد” من
الارهابيين، كما اصيب النقيب جواد التميمي بطلق ناري في بطنه من سلاح رشاش
(M 16) ورفض الاخلاء الى المناطق الخلفية الآمنة وكانت اصابته بليغة جدا
فشلت قدماه وخر مغشيا عليه من جراء النزف، فقام مقاتلونا بنقله الى مقر
اللواء حتى أبلغنا زملاؤنا بانه بصحة جيدة للشد من عزيمتنا .
وينهي فوزي وصفة للملحمة بقوله: تقدمنا مع القوات التي تمركزت معنا وفوجئنا
بخبر استشهاد النقيب جواد التميمي فزادنا خبر استشهاده عزماً واصراراً على
الثأر له مع ما تملكنا من حزن على فراقه فقد نال شرفا ً لم ننله بعد، لكنه
فارق الحياة هناك» فتعاهد الجميع على ان نأخذ بثأر امر سريتنا من
«الدواعش» فلاحقناهم صوب الغابات حتى تركوا كل شيء خلفهم عابرين المجرى
المائي الذي تفصلنا عنه جبال حمرين وكانت لنا صولات اخرى اقتصصنا فيها من
قاتلي احبتنا. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى