اخبار العالم

يوميات حلب88.. حلب الشرقية.. المعارضات السورية ومؤتمر جنيف4!

لهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف سيشكلان معاً وفد المعارضة إلى
مؤتمر جنيف4، وسيبحثان تشكيل الوفد والأجندة في الرياض السعودية، بينما
سيعقد وفد الفصائل المسلحة الذي حضر مؤتمر آستانة اجتماعاً مع الأتراك
 والهيئة في أنقرة، ما يوحي بأن تبايناً في الرؤى بين معارضة الرياض
ومعارضة أنقرة يطفو يوماً بعد يوم على السطح السياسي، إلى جانب أن منصات
المعارضة الليبرالية مع الاتحاد الديمقراطي الكوردي، والتي ترعاها موسكو،
تفرض نفسها على المجتمع الدولي كضامن أساسي للعلمانية والدولة المدنية التي
تؤمن بالفكر الحر الذي تتعامل من خلاله دول العالم في علاقاتها، ما يعكس
خلافاً جوهرياً بين المعارضات السورية الثلاث “السياسية-المسلحة-المنصات”
التي تغذيها وتدعمها العواصم الثلاث “الرياض-أنقرة-موسكو” في الاستراتيجية
والتكتيك المرحلي لحل المشكلة السورية.

بحسب المعارضة السورية والمراقبين، فإن مؤتمر آستانة على الصعيد العملي فشل
رغم نجاحه على المستوى الإعلامي، فاتفاق وقف إطلاق النار وتثبيت الهدنة
المفترضة بين روسيا وتركيا على الجغرافيا السورية لم يرَ النور بعد،
ومازالت القوات الحكومية تقصف مواقع المعارضة في أغلب بؤر التوتر الساخنة
في سوريا، ومازالت المصالحات القسرية بين الحكومة وفصائل المعارضة تجري
بوساطة روسية من خلال قاعدة حميميم، لذلك فإن اجتماعاً ثلاثياً
روسياً-تركيا-إيرانياً سيلتئم في آستانة يوم الإثنين المقبل، وذلك لتقويم
مقررات بيان آستانة في الخامس والعشرين من الشهر المنصرم، حيث لوّحت
المعارضة بمقاطعة مؤتمر جنيف إذا لم يتم تثبيت وقف إطلاق النار من جهة، ومن
جهة أخرى حذرت المعارضة روسيا من لعبة خلط الأوراق من خلال دعوتها لمنصات
العواصم والاتحاد الديمقراطي الكوردي لتشكيل وفد مشترك إلى مؤتمر جنيف4.

ميدانياً شنت طائرات التحالف الدولي غارات ليلية على مدينة الرقة معقل داعش
السوري، وبحسب النشطاء المحليين فإن جسوراً أربعةً تربط طرفي المدينة على
نهر الفرات قد قصمت، ما أدى إلى ضرب شبكة مياه الشرب في المدينة، وبحسب
المراقبين فإن هدف التحالف من قصف جسور الرقة جاء لتقطيع أوصال داعش في
المدينة، ومن جانب آخر لخلق أزمة مياه وإمدادات ضرورات الحياة اليومية، ما
يؤدي إلى تأليب السكان المحليين على سلطة داعش، ويرى المراقبون أن حملة غضب
الفرات التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية، والتي تدعمها أمريكا جوياً
لوجستياً تقترب يوماً إثر يوم من محيط الرقة، التي فقدت الكثير من بنيتها
التحتية خلال العامين المنصرمين بسبب القصف المتكرر لطيران التحالف الدولي،
ما يوحي بأن استراتيجية ترامب في استئصال داعش قد بدأت أولى بواكيرها،
وذلك تمهيداً لعملية عسكرية شعواء للقوات المشتركة على الأرض، والمؤلفة من
قوات سوريا الديمقراطية بقيادة الوحدات الكوردية، وقوات النخبة العربية
بقيادة أحمد الجربا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى