ثقافة وتعليم

سليم بركات ومحمود درويش جسرا تواصل بين الشعبين الكوردي والفلسطيني

كان الأديب الكوردي سليم بركات على علاقة صداقة وثيقة بالشاعر
العربي الفلسطيني محمود درويش، حيث يرتبط الشعبان الكوردي والفلسطيني بقصة
طويلة وبعيدة مع الظلم والاضطهاد.

في عالم الأدب، يرتبط بعض الكُتاب والشعراء أحياناً بعلاقات مميزة ومثيرة
للاهتمام، وفي عالم الأدب العربي، ارتبط الأديب الكوردي الذي يكتب باللغة
العربية، سليم بركات، والشاعر الفلسطيني محمود درويش، بعلاقة صداقة وثيقة،
وتُمثل العلاقة التي جمعت بين الكاتبين الكبيرين نموذجاً لأخوة الشعبين
الكوردي والفلسطيني.

وتسببت وفاة محمود درويش عام 2008 بصدمةٍ كبيرةٍ لسليم بركات، وتركت في
نفسه أثراً بليغاً، وفي هذا الإطار قال بركات: “زوجتي (سيندي) كانت تنظر من
النافذة للخارج بطريقة غريبة، سألتها: ماذا هناك؟، فقالت: عندما أعود إلى
المنزل، سوف لن تقول مجدداً إن محمود تحدث إلي!”.

وأضاف بركات: “محمود، لقد أبكيتني مرتين، الأولى عندما قُلتَ في ندوةٍ
بالسويد: لقد بذلتُ جهداً كبيراً لكي لا أقع تحت تأثير سليم بركات، والمرة
الثانية عندما رحلتَ بلا عودة”.

محمود درويش من جهته كان قد أهدى قصيدته الشهيرة “ليس للكوردي إلا الريح”
لسليم بركات، وقد ألقى درويش هذه القصيدة للمرة الأولى في دمشق عام 2005،
وقال: “لقد اخترت هذه القصيدة لكي ألقي تحيةً للأخوة الكوردية-العربية، في
إطار الهوية السورية، ولأفضل شخص كتبَ باللغة العربية خلال العقدين
الماضيين، الشاعر والأديب السوري، سليم بركات”.

وفيما يلي مقطع من قصيدة “ليس للكوردي إلا الريح” للشاعر الفلسطيني الكبير، محمود درويش:

يَتَذكّرُ الكرديُّ حين أزورُهُ، غَدَهُ..
فيُبعدُهُ بُمكْنسة الغبارِ: إليك عنّي!
فالجبالُ هِيَ الجبالُ.. ويشربُ الـﭭودكا
لكي يبقى الخيال على الحياد: أَنا
المسافرُ في مجازي.. والكراكيُّ الشقيَّةُ
إخوتي الحَمْقىَ… وينفُضُ عن هُويَّتِهِ
الظلالَ: هُوِيَّتي لُغتي.. أنا.. وأنا
أنا لغتي.. أنا المنفيّ في لغتي
وقلبي جمرةُ الكُرْديِّ فوق جبالِهِ الزرقاء
باللغة انتصَرْتَ على الهُوَيَّةِ
قُلْتُ للكرديِّ، باللغة انتقمتَ
من الغيابِ
فقال: لن أَمضي إلى الصحراءِ
قُلْتُ ولا أَنا…
ونظرتُ نحو الريح
-عِمْتَ مساء
-عمت مساء!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى