العراق وإيران يواجهان أخطار الإرهاب والجفاف والبيئة
اكد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم ان حكومة حيدر العبادي تحظى بالمقبولية
على الصعيد الداخلي وتأييد الشركاء, مبينا ان اداءها لا يزال سليما رغم
التحديات والصعوبات التي يمر بها العراق.
وشدد معصوم في معرض رده على اسئلة رئيس تحرير “الصباح” الذي رافقه في
زيارته الاخيرة الى طهران الاسبوع الماضي, على ان العراق وايران يواجهان
معا اخطارا مشتركة تتمثل بالارهاب والتصحر والمشاكل البيئية, لافتا الى ان
العلاقات التجارية بين الجانبين ستشهد انطلاقة كبيرة تزامنا مع انجاز مشروع
سكك الحديد الذي يربط بين البلدين.
وكان رئيس الجمهورية قد عاد الى بغداد بعد ظهر يوم الخميس الماضي, قادما من
العاصمة الايرانية بعد زيارة رسمية دامت ثلاثة أيام للجمهورية الاسلامية
الايرانية تلبية لدعوة من نظيره الإيراني حسن روحاني, شملت مباحثات مكثفة
وموسعة مع القيادة الايرانية حيث التقى معصوم المرشد الأعلى للجمهورية
الإسلامية الايرانية السيد علي خامنئي, كما اجرى اجتماعات مع الرئيس
الايراني ورئيس مجلس الشورى السيد علي لاريجاني، ورئيس مجلس تشخيص مصلحة
النظام الشيخ علي هاشمي رفسنجاني، وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي
الايراني علي شمخاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف.
واكد البلدان في نص البيان المشترك الصادر في ختام الزيارة على عمق الأواصر
الاخوية بينهما وعلى ضرورة رفع مستوی التعاون في كل المجالات وتمهيد
الارضية الملائمة لتنشيط تعاون القطاعين الخاص والحكومي في البلدين،
واعتبرا ان تنمية وتطوير العلاقات الثنائية في مختلف أبعادها من شأنها
تحقيق المصالح العليا للشعبين العراقي والايراني، مؤکدين العزم الجاد
والإرادة السياسية القوية المشتركة لتعزيز العلاقات الستراتيجية بينهما.كما
اكد الجانبان التزامهما بجميع الاتفاقات الموقعة بينهما ورفضهما لأي تدخل
من الدول الأجنبية في علاقاتهما الثنائية.
وفيما أكدت إيران دعمها الشامل للعراق حكومةً وشعباً في مواجهة الارهاب،
وطالبت جميع الأطراف الاقليمية والدولية بالوقوف بصورة مسؤولة ومؤثرة إلى
جانبه، أعرب العراق عن شكره لايران على مساعداتها العسكرية والانسانية،
داعيا دول العالم الى دعم خططه لمساعدة النازحين واعادة اعمار المناطق التي
حررتها القوات العراقية من سيطرة الارهاب.
وبشأن التعاون الاقتصادي والتجاري، أكد البلدان ضرورة رفع مستوی التعاون
وتمهيد الارضية الملائمة لتنشيط القطاعين الخاص والحكومي، واتفقا على
مواصلة الجهود المشتركة للقضاء علی النواقص وتذليل العقبات القائمة.
كما اتفق الجانبان علی التعاون وتبادل المعلومات في مجال البيئة والمشاكل
ذات العلاقة في اطار حدودهما المشتركة، ومن اولويات هذا التعاون جوانب
التدريب والبحوث، وانشاء حدائق السلام الحدودية، والتعاون في الحفاظ على
الاهوار والتنوع البيئي، وتخفيف حدة العواصف الرملية، والتعاون في المحافل
الاقليمية والدولية لتحسين الوضع البيئي.
وتدارس الطرفان القضايا والأزمات السياسية والأمنية الراهنة على مستوى
المنطقة، وعبرا عن رؤيتهما وفهمهما المشترك حيال المواضيع المطروحة، وأكدا
ضرورة استمرار المشاورات الثنائية ومتعددة الأطراف وصولاً الی تجاوز
التحديات الأمنية وتعزيز العلاقات الاقليمية.
ووصف الجانبان خطر الارهاب والتطرف بأنه أهم تحدٍ تواجهه المنطقة والعالم،
واستنكرا استخدام الارهاب وسيلة لتحقيق أهداف سياسية، مؤكدين ضرورة التعاون
المسؤول من لدن جميع الأطراف الاقليمية والدولية في مواجهة الارهاب بجميع
اشكاله.
كما أكدا ضرورة العمل المشترك واطلاق المبادرات الايجابية لدول المنطقة
بغية التوصل إلى حلول سياسية وتفاوضية للأزمات الاقليمية بمنأى عن التدخلات
العسكرية والسياسية في الشؤون الداخلية لاي بلد من بلدان المنطقة.
وعبر البلدان عن قلقهما إزاء الأوضاع الحالية في اليمن، مؤکدين ضرورة إيقاف
إطلاق النار والهجمات العسكرية الخارجية ورفع الحصار بصورة فورية وارسال
المساعدات الانسانية العاجلة للشعب اليمني، ومطالبين بالشروع فوراً في حوار
وطني لتشکيل حکومة جديدة في اليمن تحقق رغبات أبناء شعبها.
واعتبر الجانبان أن استمرار الأزمة السورية، وهجمات العصابات الارهابية في
سوریا، إنما يشکلان خطراً كبيراًعلى الاستقرار والأمن في المنطقة، وأكدا
ضرورة الاهتمام المسؤول من جانب المجتمع الدولي إزاء أوضاع هذا البلد وحث
جميع القوى الوطنية على الحوار والتوصل إلى حل سياسي سوري– سوري.