ثقافة وتعليم

مجرشة طحينها رمل

بغداد/ شبكه الساعه الاخباريه العراقيه.
غالبا ما تكون المؤتمرات والمنتديات وسيلة للتواصل الثقافي ما بين
الشعوب، وعادة تنظمها بروتوكولات، توقع ما بين البلدان متضمنة تبادل
المعرفة والخبرة في المجالات الثقافية
في سبيل التواصل وزيادة معرفة الشعوب
مع بعضها.الملاحظ على المهرجانات والندوات، التي تعقد في العراق، انها تجري بمعزل عن
التوجهات المناطة بمثل هذه اللقاءات، فأحيانا تجري بشكل منفرد، وأحيانا
أخرى لا يتوخى منها التبادل المعرفي، حيث يغلب عليها طابع العلاقات الشخصية
أو طابع الانبهار بالمراكز الثقافية الشائعة، بطريقة خاطئة.لعل من المفيد التذكير ببعض مما يجري في هذا الإطار، بالذات بعض الأمثلة،
فعندما عقد مؤتمر الرواية السابع في القاهرة، الشهر الماضي، علق أحد الكتاب
العرب، الملمين بالأوساط الثقافية، تعقيبا على عدم دعوة أي من الكتاب
العراقيين إلى ذلك المهرجان، إن الاخوة هناك لا يعرفون غير” فؤاد التكرلي
وعبد الملك نوري” والحمد لله إنه لم تتم دعوتهما، وإلا كانت كارثة،
فالاثنان متوفيان، وهم يجهلون هذه المعلومة.بموجب هذه النكتة السوداء، من حق الأديب العراقي أن يتساءل عن أهمية حضور
أكثر من (400) أديب وفنان عربي، في أثناء فعالية بغداد عاصمة للثقافة
العربية في العام 2013، يتساءل عن الجدوى من هذا الحضور، وبالتالي نوعية
التعريف والاختلاط وتبادل المعرفة، التي توخته وزارة الثقافة من دعوة هذا العدد الكبير .قد يكون العقل العراقي، الإداري بالذات، يحتاج إلى الأمثلة في الإقناع
والمناقشة، بيد أن المسار الفعلي للتبادل الثقافي شاهد عيان على العزلة،
التي تعاني منها الثقافة العراقية، كنتيجة لسوء التخطيط وسوء التوجه، ناهيك
عن الفضائح التي تمارس من خلالها، والتي تتم عادة بطرق الرشوة أو الانبهار
بالمنجز الآخر وغض الطرف عن المنجز المحلي.إن السياسة الثقافية التي تحكم مسار المهرجانات والمؤتمرات، المحلية
والعالمية، التي تقام في الداخل والخارج، إنما تنبع من مفهوم التهميش
للثقافة الحقيقية، بالمقابل يتم الترويج لبعض التجارب استناداً الى
العلاقات الشخصية والوظيفية، مما يقود حتما إلى انحسار مدى تأثير الثقافة
العراقية والاطلاع عليها من قبل الآخرين.إن أية وقفة جادة، بهذا الاتجاه، لابد وأن تكون لها رؤية فاعلة للحراك
الثقافي في البلد، وعلى المؤسسات والهيئات النافذة أن تضع شرط التبادل
المعرفي، في أثناء دعوة الآخر إلى أي من هذه المهرجانات، وهو الشرط الذي
يحتم على الآخر التفاعل الحقيقي مع المنجز المعرفي للبلد ومدى الاطلاع
عليه، فضلا عن مواكبة التطورات الحاصلة بهذا الشأن .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى