حبيب الخفاجي.. فوتوغرافي معاق يحصد الجوائز
لم يمنع العوق حبيب الخفاجي من ممارسة هواية التصوير المفضلة لديه منذ طفولته، وعلى الرغم من معاناته وقعوده جليس كرسي متحرّك، إلا أنه سعى لتحقيق حلمه وشارك في معظم النشاطات الفوتوغرافية التي أقامتها جمعية المصورين العراقيين، فرع بابل، حاصداً شهادات وجوائز كثيرة تثميناً لجهوده ولحبه لهذا الفن.
البداية
يقول المصور الفوتوغرافي حبيب الخفاجي، إنني “احببت هذا الفن منذ ضغر سني، واقتنيت الكاميرا مبكراً وقمت بتوثيق مناسبات عدة”.
ويضيف “بعد ذلك طورت من إمكانياتي في التصوير ودخلت دورات تدريبية وحصلت على شهادات تخرج، ثم انتميت الى جمعية المصورين العراقية، فرع بابل، وشاركت في معظم نشاطات الجمعية، كما انتميت الى اتحاد المصورين العرب”.
تحدّ
سألته عن العوق الذي يعاني منه.. وما اذا كان حفزه على تقديم اﻻفضل، فقال: “لم يكن عوقي ولادياً، لكن بعد تخطي سن الثلاثين بدأت تظهر عليّ آلام في ساقي وقال الاطباء لي انه ضمور في عضلات الساقين، ورويدا رويدا اصبحت لا استطيع السير الا عن طريق الكرسي المتحرك”.
وتابع: “العوق لم يقف عائقا امام طموحي ولم اتقوقع في مرضي أو أكن سجينا له، بل على العكس من ذلك فقد حفزني على تقديم الافضل”، متابعاً: “صرت اسير بطريق هذا الفن النبيل على الرغم من الصعوبات التي اواجهها في عملي”.
مشاركات وجوائز
يؤكد الخفاجي “شاركت في معظم النشاطات التي تقيمها جمعية المصورين العراقيين في بابل وبعض المحافظات، وشاركت ايضا في معارض كثيرة أخرى، وهذه المعارض اضافت لي الخبرة والتعرف على الزملاء من بقية المحافظات، فضلا عن ابراز موهبتي للمشاهد، وكانت ردود الفعل جيدة جدا من قبل القائمين على معارض التصوير وكذلك من جميع محبي فن الفوتوغراف من الجمهور، كما أفادني الاحتكاك مع المصورين المحترفين واصحاب الخبرة”.
وأشار الخفاجي إلى أنه أقام معرضه الشخصي الأول على قاعة نقابة الفنانين في بابل، وحمل عنوان “هواجس عدسة”، متضمناً 40 صورة وثق من خلالها الحياة البابلية من صورة الانسان الريفي والطبيعة الجميلة، فضلا عن صور توضح المعالم والزخرفة الاسلامية، وكذلك لبطولات الجيش العراقي والحشد الشعبي.
“حصلت على ميدالية الابداع من جمعية الابداع الفوتوغرافي، كذلك ميدالية الابداع من قبل اتحاد المصورين العرب”، قال عن الجوائز التي حصل عليها، متابعا “حزت ايضاً على شهادة تقديرية من مزار زيد الشهيد (ع) لمشاركتي في معرض الصور الذي اقيم على هامش مهرجان حليف القرآن، ولدي شهادة تخرج من الدورة التي اقامتها الجمعية العراقية للتصوير، فرع بابل، في فن التصوير ودرع الابداع المقدم لي من جمعية المصورين في بابل وكذلك شهادة من جمعية النجف لمشاركتي في معرض (صرخة الحق)”.
معاناة
الخفاجي قال إن “المصور هو الذي يوثق الحياة العامة، والصورة هي خير ناطق لنقل الحقيقية، ونحن نجد بعض المعوقات تتمثل بعدم الدعم لجمعيات التصوير بالرغم من انها مسجلة ضمن منظمات المجتمع المدني، لهذا يحتاج المصور العراقي الى الدعم الحكومي كي يستطيع ان ينهض بهذا الفن ويخرج به للعربية والعالمية”.
واختتم حديثه قائلاً: “نناشد المسؤولين والقائمين على الثقافة والفن ان يمدوا لنا يد العون والدعم، خاصة نحن شريحة ذوي الاحتيـــاجات الخاصة”.


