ثقافة وتعليم

تقييم العام 2014 في ميزان المسابقات.. حصاد الجوائز عالمياً وعربياً ومحلياً

تقييم العام 2014 في ميزان المسابقات.. حصاد الجوائز عالمياً وعربياً ومحلياً

 المفاجأة هي العنوان الأبرز لجوائز العام 2014 الأدبية على المستوى العالمي، فجاءت على غير المتوقع من القراء والأوساط الثقافية والأدبية،التي عزتها الى بروز روح جديدة في الاختيار مالت إلى النتاج الأدبي الأقرب إلى الحدث الواقعي المقترن بالفنتازيا… نطل هنا في وداع عامنا الحالي على أبرز الجوائز الأدبية العالمية والعربية والعراقية للعام 2014 فضلا عن رحيل أحد أهم رموز الأدب العالمي.

موديانو فنان الذاكرة

أولى المفاجآت كانت الفرنسي باتريك موديانو، الذي فاز في شهر تشرين الأول من العام الجاري بجائزة نوبل للآداب، متفوقا على من سلطت الترشيحات الضوء عليه الياباني هاروكي موراكامي. قدم الباريسي المنعزل والمشهور في فرنسا في الوقت نفسه للعالم أكثر من عشرين رواية ترجمت لأكثر من ثلاثين لغة، تميزت أعمال باتريك فرنسا “الخامس” أي خامس فرنسي يفوز بالجائزة، بالكتابة عن موضوعة الحرب العالمية الثانية التي وجد فيها معالجات وخفايا نفسية لم تبح بعد بأسرارها، إذ عزت لجنة الجائزة الفوز إلى ” تمكنه من فن الذاكرة الذي أنتج أعمالاً تعالج المصائر البشرية العصية على الفهم، وكشف العوالم الخفية للاحتلال”.

ليس ببعيد عن فرنسا أعلنت جائزة البوكر الانكليزية عن فائزها لهذا العام، فكان الصحفي وكاتب نصوص عدد من الأفلام والمخرج والروائي “ريتشارد فلاناغان” عن رواية ” الطريق الضيق لأقصى الشمال” إذ اعتمدت الجائزة نهجا مغايراً في اختيار الفائزين، بعد ان كانت تقتصر على الأعمال الأدبية البريطانية، لتقدم قائمة ضمت ثلاثة عشر عملاً توزعت مابين أميركية وبريطانية وايرلندية واسترالية. وقد كتب فلاناغان هذه الرواية لذكرى والده الذي نجا من تجربة الأسر في الحرب العالمية الثانية بعد ان وقع رفقة جنود استراليين في اسر الجيش الياباني لتسلط الرواية الضوء على ظروف معيشتهم ومصاعب الاسر واستعمالهم لبناء خط سكة حديد لليابان.

كما شاء العام 2014 أن يثبت في أجندته رحيل صاحب رواية “مائة عام من العزلة” الفائز بجائزة نوبل للآداب العام 1982 ، الروائي غابرييل غارسيا ماركيز، الذي ساح بنا في عوالم الرواية التي مزجت بين الخيال والواقع بلغة سحرية وسرد يستولي على القارئ وكأننا في غمرة من الأمان الذي يلامس الروح، ويضفي عليها متعة ترتقب المزيد وتتفحص الأشياء بعين الواعي والعارف بكل شيء.

“فرانكشتاين” السعداوي

حصدت الرواية العراقية أشهر الجوائز الأدبية العربية” البوكر” عبر فوز الروائي أحمد السعداوي عن راويته ” فرانكشتاين في بغداد ” بالتنافس مع خمسة أعمال أخرى، من العراق أيضا والمغرب وسوريا ومصر، وذلك في حفل نظم بالمناسبة في أبو ظبي في 29 نيسان 2014 . يذكر أن ابو ظبي تحتضن الجائزة منذ تأسيسها في العام 2007 بالاشتراك مع جائزة البوكر البريطانية. إذ كشف رئيس لجنة تحكيم الجائزة سعد البازعي أن السبب وراء فوز السعداوي في الجائزة هو” مستوى الابتكار في البناء السردي كما يتمثل في شخصية “الشسمه”. مضيفا:” في الرواية أيضاً عدة مستويات من السرد المتقن والمتعدد المصادر وهي لهذا السبب وغيره تعد إضافة مهمة للمنجز الروائي العربي المعاصر”. اما السعداوي فقد صرح لوسائل الإعلام بُعيد فوزه بالجائزة ” جزء مهم من الجهد الذي بذل في الرواية هو في كيف أنني لا أترك ترهلات أو شحوما في النص، وكما هو معروف فإن التأليف هو عملية كتابة وحذف، لذا كانت مهمة الكتابة في الرواية، بأن تؤدي الجملة وظيفتها بلغة متوسطة ليست لغة متفجرة وشعرية، تشتت ذهن القارئ وتدخلنا في ترهل ولا لغة جافة .هناك من رأى أن روايتي الواقعة في “352” صفحة بأنها كبيرة، لكني أنظر إليها بأنها رواية لم تكن بها جملة زائدة، وأتمنى أن هذه الملاحظة قد لمسها القراء الآخرون ولاحظوا

الأمر”. مدينة الشارقة كانت هي الاخرى محطة ثقافية عربية شبابية حصدت فيها الرواية العراقية المركز الثاني من جائزة الشارقة للابداع العربي في دورتها السابعة عشرة للعام 2014 ، اذ فاز بالمركز الثاني في مجال الرواية، العراقي هيثم جبار الشويلي عن روايته” بوصلة القيامة”. كما فاز في مجال النقد ،العراقي علي كاظم داود عن دراسته المعنونة ” شعرية الحدث السردي” دراسة في السرد النسوي و أنساقه” . أما جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي في دورتها السادسة 2013 -2014 فكانت من نصيب العراقي شاكر لعيبي عن بحثه ” المعماري والرسام “.كما حصد الناقد العراقي، نجم عبدالله كاظم، جائزة الإبداع الأدبي التي تمنحها مؤسسة الفكر العربي في بيروت، وذلك عن كتابه “نحن والآخر في الرواية العربية المعاصرة”.

عاصيئ وفن الفوتوغراف

جائزة الدولة للابداع كانت أبرز الجوائز محلياً ، إذ أعلنت دائرة العلاقات العامة في وزارة الثقافة عن أسماء الفائزين بالجائزة للعام 2014 ، ليفوز في مجال النقد الأدبي الناقد جاسم عاصي أولا عن كتاب (رؤى وتطبيقات في فن الفوتغراف). أما في مجال القصة، فقد فاز القاص محمد الكاظم عن مجموعته القصصية (12 سبتمبر) .جائزة الشعر كانت من نصيب الشاعر عارف الساعدي عن مجموعته (جرة الأسئلة)، وفي حقل الإخراج والتقنيات المسرحية فازت إقبال نعيم عن عملها (أيام الأسبوع الثمانية)، أما الرواية فكانت من نصيب أحمد ابراهيم السعد (وهن الحكايات)، وفي حقل التمثيل المسرحي فاز الفنان علاوي حسين علاوي عن دوره في مسرحية “أحلام كارتون”، في حين تمكن الدكتور يوسف رشيد جبر من بغداد من الفوز في حقل التأليف والنقد المسرحي عن كتابه (الإنشاء المسرحي وعناصره- قراءة في مشهد الثمانينات في السينوغرافيا والإخراج

المسرحي). 

“وفي مجال التأليف الموسيقي فاز عقيل عبد السلام بعمل (سيمفونية فيلم بدر البدور)، اما الأداء الموسيقي فكان من نصيب مصطفى زاير عن معزوفة (محطات)، وفي مجال الفن التشكيلي – حقل الرسم فازت نادية فليح حسن بعمل (جذوع خاوية)، وفي حقل النحت والخزف فاز عادل رشيد عن عمله (امرأة واقفة)، وفاز في الترجمة عزيز يوسف المطلبي عن عمله (الترجمة بوصفها خطابا/ تفعيل السياق)”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى