مقالات

تفكك داعش

بقلم: محمد جبير
انجزت القوات الامنية والتشكيلات
الساندة لها المهمات الاساسية في المواجهة مع عصابات “داعش”، اذ اثمرت هذه
المواجهة البطولية عن تحرير الارض في الكثير من المناطق المستلبة كما ادت
الانتصارات العراقية الى ان يدرك المجتمع الدولي والاقليمي اهمية ما يتحقق
على ارض العراق من اندحار لعصابات الارهاب الدولي.
لقد اعتقدت هذه العصابات ان ارض العراق سهلة الاحتلال وان شعبها سهل
الاختراق من خلال نشر اكاذيب الرعب المصورة التي تنقلها مواقع الاتصال
الاجتماعي المختلفة ويتناقلها العديد من ضعاف النفوس من السياسيين
المرتبطين بأجندات خارجية، لذلك ادت هذه الانتصارات العراقية الى تناحر
“داعش” فيما بينها جراء الخسائر والانكسارات التي منيت بها على ايدي
العراقيين الابطال، فقد نقلت مصادر اخبارية متعددة عن تفكك هذا العصابة
الارهابية الى ثلاثين مجموعة ارهابية او اكثر وهو ما يؤشر الانقسام الحاد
في هذا التنظيم الاجرامي، ولا ادري كيف ان قرار الكونغرس الامريكي بالتعامل
مع الكرد والسنة من حيث التسليح في مواجهة “داعش” كبلدين مستقلين بعيدا عن
الحكومة المركزية جاء متزامنا مع هذه الانتصارات والمواجهات الحاصلة في
هذا الوقت بين “داعش” الارهابي والقوات الامنية في مختلف مدن الانبار.
إن ما يحتاجه العراق الآن هو ان تفي اميركا بالتزاماتها تجاه العراق في
تزويد العراق بالسلاح الذي تم التعاقد عليه منذ سنوات ولم تجهز وزارة
الدفاع العراقية بهذه المعدات التي بلغت اقيامها آنذاك مليارات الدولارات،
هذا مايحتاجه العراق اولا ومن ثم يحتاج الى تعاون دولي مكثف مع الحكومة
العراقية في اعمار المدن المحررة من عصابات “داعش” التي دمرت وخربت كل شيء
في تلك المدن بما فيها تهديم وسرقة التراث الحضاري للعراق، لا ان تتبنى
قرارا يؤدي بالعراق الى الفرقة والتشرذم والانقسام.لا شك ان المشهد الذي
ظهر به البرلمان العراقي وهو يسعى الى اصدار بيان للرد على مشروع القرار
الاميركي محزن ومخيب لآمال الناخب العراقي الذي ينظر الى وحدة العراق ارضا
وشعبا كأمر مقدس لا يمكن تجاوزه، لكن البرلمان العراقي الذي يمثل الشعب
العراقي بدا في هذه الجلسة منقسما على نفسه في اول اختبار في مواجهة
الاجندات الخارجية، حيث انسحب الكرد والسنة من جلسة التصويت وبقي المكون
الآخر الرافض للقرار.
هذا الانقسام في المشهد البرلماني يكشف عن امور عدة في تركيبة المنظومة
السياسية العراقية التي بنيت منذ البداية على اتفاقات سياسية هشة سرعان ما
ينفرط عقدها عند ابسط خلاف عن حق او تشريع قانون يخص هذا المكون او ذاك،
لذا فان على السياسيين المشاركين في ادارة شؤون البلاد ان يعيدوا النظر في
الكثير من الخلافات وتصفية المواقف والخطابات المتشنجة التي تصل الى حد
تخوين الاخر والنظر الى مصلحة الوطن والمواطن ووحدة البلاد وتحقيق
الانتصارات على الارهاب الدولي وليس التناحر وضياع البد او جره نحو هاوية
التقسيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى