أدب وفن
{نونه} نجمة سينمائية {5}
لكن العاصفة لم تنفجر، وبحسب فطم (أم لسان) التي دست نفسها مع الخاطبين
ودخلت المنزل، فإن الوضع كان مختلفا، ويبعث على الفرح والأمل والتفاؤل، فقد
علت الزغاريد كما لم تعل من قبل، ووزعت الحلويات والعصائر، وتحولت الفسحة
البسيطة في غرفة الضيوف إلى ساحة للرقص والردح بجميع اللغات. ولم يكتف
العريس بوضع خاتم الخطوبة في اصبع (نونه) فقط، بل أهداها علبة مليئة بقطع
الذهب المطعمة بالجواهر اللماعة، فيما اهتمت أمها بترتيب الحقائب المحملة
بالملابس الثمينة، ومع تصاعد موجات الفرح كانت صلعة العريس تزداد احمرارا
ولمعانا. وكان المتفق عليه أن يتم الزفاف بعد شهر واحد من الخطوبة، إلا ان
حمى اللهفة التي أصابت العريس دفعته للاستئذان بجعل الزفاف بعد أسبوعين
انطلاقا من القول المأثور “خير البر عاجله”، وقبل أن يسمع الرد وضع شدة من
الدولارات في يد (أم نونه) لتسهيل الأمور، فوافقت الأم، وارتفعت الزغاريد
إلى عنان السماء.
وفيما كانت أم فلاح قد أوقفت جميع محطاتها الخاصة ببث القيل والقال، وكرست
دماغها للتفكير بحجم المؤامرة التي قادتها سنية (أم الأسحار)، وبفشل طريقة
نثر الرز مع الحلوى لتعطيل خطوبة (نونه)، وكيفية الإفادة من حق الرد في
الزمان والمكان والطريقة المناسبة، وصلت سنية بوجه مصفر، وبصدر مرتجف من
الخوف لتقدم اعتذارها عما حدث.
قالت سنية انها أخطأت وخانتها ذاكرتها، إذ كان المفروض نثر مسحوق السكر مع
قطع الحلوى وليس الرز. وقبل أن ترد أم فلاح، واصلت سنية حديثها مؤكدة ان
إرادة الله سبحانه وتعالى قد تدخلت لتحقيق أمر كان مفعولا، وانها تتعهد
بتخريب خطوبة (نونة) في غضون الأسبوعين الباقيين للزفاف بشتى السبل تكفيرا
عن سوء ذاكرتها المتعبة. ولم تجد أم فلاح غير الموافقة تسعفها في هذا
الموقف، لا سيما وهي تفكر في تمتين العلاقة مع سنية عسى أن تجد حلا لولدها
فلاح الذي بات خرقة مسح بيد زوجته.
وحالما رأت سنية ان ملامح الغضب قد توارت عن وجه أم فلاح استطردت في شرح ما تنوي فعله وبارتياح فائض، فقالت:
– أنت تعرفين يا أم فلاح، ان زوجي قد حولني إلى كيس تدريب للعبة الملاكمة
في الأشهر الأولى من زواجنا، وكانت الهالات الزرق والسود لا تفارق محيط
عيني، كما أنه
هدم عددا من أسناني الأمامية, ولأني لم أجد من يقف معي، فقد قررت اللجوء
لاستعمال السحر عسى أن أوقفه عند حده، وبعد تجارب فاشلة، أوصلني الحظ الذي
استيقظ متأخرا إلى ساحر يفعل العجائب والغرائب، وقد أعطاني وصفة سرعان ما
حولت زوجي الملاكم الشرس إلى خروف مطيع.
وردت أم فلاح وقد عادت مياه الفرح والأمل إلى وجهها:
– إذن عليك أن تحددي موعدا للذهاب إلى هذا الساحر، عسى أن يخرب خطوبة (نونه)، فترتاح القلوب، وتخمد نار الفتنة.
وقالت سنية بابتسامة عريضة: سنذهب معا، وسيتحقق ما تريدين…..
ودخلت المنزل، فإن الوضع كان مختلفا، ويبعث على الفرح والأمل والتفاؤل، فقد
علت الزغاريد كما لم تعل من قبل، ووزعت الحلويات والعصائر، وتحولت الفسحة
البسيطة في غرفة الضيوف إلى ساحة للرقص والردح بجميع اللغات. ولم يكتف
العريس بوضع خاتم الخطوبة في اصبع (نونه) فقط، بل أهداها علبة مليئة بقطع
الذهب المطعمة بالجواهر اللماعة، فيما اهتمت أمها بترتيب الحقائب المحملة
بالملابس الثمينة، ومع تصاعد موجات الفرح كانت صلعة العريس تزداد احمرارا
ولمعانا. وكان المتفق عليه أن يتم الزفاف بعد شهر واحد من الخطوبة، إلا ان
حمى اللهفة التي أصابت العريس دفعته للاستئذان بجعل الزفاف بعد أسبوعين
انطلاقا من القول المأثور “خير البر عاجله”، وقبل أن يسمع الرد وضع شدة من
الدولارات في يد (أم نونه) لتسهيل الأمور، فوافقت الأم، وارتفعت الزغاريد
إلى عنان السماء.
وفيما كانت أم فلاح قد أوقفت جميع محطاتها الخاصة ببث القيل والقال، وكرست
دماغها للتفكير بحجم المؤامرة التي قادتها سنية (أم الأسحار)، وبفشل طريقة
نثر الرز مع الحلوى لتعطيل خطوبة (نونه)، وكيفية الإفادة من حق الرد في
الزمان والمكان والطريقة المناسبة، وصلت سنية بوجه مصفر، وبصدر مرتجف من
الخوف لتقدم اعتذارها عما حدث.
قالت سنية انها أخطأت وخانتها ذاكرتها، إذ كان المفروض نثر مسحوق السكر مع
قطع الحلوى وليس الرز. وقبل أن ترد أم فلاح، واصلت سنية حديثها مؤكدة ان
إرادة الله سبحانه وتعالى قد تدخلت لتحقيق أمر كان مفعولا، وانها تتعهد
بتخريب خطوبة (نونة) في غضون الأسبوعين الباقيين للزفاف بشتى السبل تكفيرا
عن سوء ذاكرتها المتعبة. ولم تجد أم فلاح غير الموافقة تسعفها في هذا
الموقف، لا سيما وهي تفكر في تمتين العلاقة مع سنية عسى أن تجد حلا لولدها
فلاح الذي بات خرقة مسح بيد زوجته.
وحالما رأت سنية ان ملامح الغضب قد توارت عن وجه أم فلاح استطردت في شرح ما تنوي فعله وبارتياح فائض، فقالت:
– أنت تعرفين يا أم فلاح، ان زوجي قد حولني إلى كيس تدريب للعبة الملاكمة
في الأشهر الأولى من زواجنا، وكانت الهالات الزرق والسود لا تفارق محيط
عيني، كما أنه
هدم عددا من أسناني الأمامية, ولأني لم أجد من يقف معي، فقد قررت اللجوء
لاستعمال السحر عسى أن أوقفه عند حده، وبعد تجارب فاشلة، أوصلني الحظ الذي
استيقظ متأخرا إلى ساحر يفعل العجائب والغرائب، وقد أعطاني وصفة سرعان ما
حولت زوجي الملاكم الشرس إلى خروف مطيع.
وردت أم فلاح وقد عادت مياه الفرح والأمل إلى وجهها:
– إذن عليك أن تحددي موعدا للذهاب إلى هذا الساحر، عسى أن يخرب خطوبة (نونه)، فترتاح القلوب، وتخمد نار الفتنة.
وقالت سنية بابتسامة عريضة: سنذهب معا، وسيتحقق ما تريدين…..