اخبار العالم

يوميات حلب82.. حلب الشرقية.. لقاء موسكو وصراع المرجعيات!

حضرت إلى وزارة الخارجية الروسية منصات المعارضة السورية من “حميميم وباريس
والقاهرة ودمشق وموسكو” بدعوة من لافروف، تلك المنصات التي تدّعي تمثيل
الليبرالية والعلمانية في سوريا بالضد من المعارضة المسلحة والسياسية التي
تدعمها كل من السعودية وتركيا التي تنتهج الخط الإسلامي، ورغم أن الائتلاف
والهيئة العليا للمفاوضات كانا مدعوين من قبل موسكو، إلا أن الجهتين قاطعتا
الاجتماع، وجاءت المقاطعة من قبل الهيئة والائتلاف بحجة عدم وضوح الرؤية
والضبابية في طريقة الدعوة.

اجتماع موسكو جرى بسلاسة بين وزير الخارجية الروسي لافروف، وقادة المنصات
السورية كل من، رندة قسيس رئيسة منصة موسكو، وحسن عبد العظيم، رئيس هيئة
التنسيق، ولؤي حسين، رئيس بناء الدولة، وقدري جميل، رئيس حزب التغيير
والتحرير، وجهاد مقدسي وجمال سليمان، من منصة القاهرة، وممثل حزب الاتحاد
الديمقراطي الكوردي، خالد عيسى، ودار الحديث حول ضرورة الاتفاق والتوافق
السوري من جهة جميع أطراف المعارضة والحكومة السورية من أجل التوصل إلى حل
يرضي جميع الأطراف.

الجهتان اللتان قاطعتا اجتماع موسكو، وهما الائتلاف والهيئة، بررتا عدم
حضورهما بمحاولة موسكو تغيير مرجعيات الحل السياسي السوري، واتهمت الجهتان
موسكو بتنفيذها عملية مراوغة في اجتماعات آستانة، وبحسب رأي الائتلاف
والهيئة استغلت موسكو مؤتمر آستانة الذي كان مخصصاً للهدنة والشق العسكري
لتطرح دستوراً جديداً أعده خبراء روس، وهذا ما لا تقبل به المعارضة التي
تعتبر نفسها الممثل الحقيقي للثورة السورية ضد حكومة الأسد.

اجتماع موسكو يوم الجمعة جاء، بحسب المراقبين، ليستثمر معطيات آستانة، حيث
تسعى دبلوماسية روسيا استغلال مناخات ما بعد مؤتمر آستانة الذي نجح ولأول
مرة منذ الأزمة السورية في أن يجمع المعارضة بالحكومة وجهاً لوجه، فالموضوع
الوحيد الذي تبحثه الخارجية الروسية مع منصات المعارضة هو كيفية تشكيل وفد
مشترك من كافة أطياف المعارضة للتوجه بعد ذلك إلى جنيف.

الخارجية الروسية وعلى لسان متحدثتها، ماريا زاخاروفا، أكدت أن الدستور
الذي طرحته بلادها على السوريين حكومةً ومعارضة هو ليس فرض عين، بل جاء على
شكل مواضيع ومقترحات للنقاش، يتباحث حولها السوريون من الطرفين، وأكدت
المتحدثة أن السوريين وحدهم يقررون مصير بلادهم، وما هم، أي الروس،
والآخرون إلا مساعدون للتوصل إلى وقف الأعمال العدائية والبحث عن حل سلمي.

رغم انتهاء مؤتمر آستانة، إلا أن المراقبين يرون أن أي أثر لم يظهر من
معطيات لمفاعيل آستانة على الجغرافيا السورية، بل إن وتيرة العمليات
القتالية مازالت متواصلة في الشمال السوري ووادي بردى، كما أن عمليات
قتالية مازالت بين الفينة والأخرى تحدث في حلب الشرقية والغربية، ما يوحي
أن صوت المعركة مازال يعلو فوق صوت الهدنة.

المعارضة مازالت تصر على أنها لم توقع على أي شيء في آستانة، وأن الكرة
مازالت في ملعب الحكومة التي لم تلتزم بالاتفاق الهدنة، ولا بإعلان آستانة،
وأنها تنتظر إطلاق سراح المعتقلين والمعتقلات وفك الحصار عن مناطق
المعارضة وإدخال المساعدات الإنسانية، ما يوحي بأن الحلحلة التي هللت لها
موسكو في آستانة مازالت بعيدة المنال في سوريا طالما اعتمدت الحكومة على
الحل العسكري لإنهاء الصراع، فهي لا ترى في المعارضة سوى عصابات إرهابية لا
بد من استئصالها.

الأمم المتحدة وأمريكا من جانبهما كذّبتا رواية لافروف بخصوص تأجيل مؤتمر
جنيف الخاص بالمشكلة السورية إلى نهاية شباط الجاري، المنظمة الأممية أكدت
أن موضوع تحديد التاريخ والمكان هو من اختصاصها، ما يوحي بحسب المراقبين أن
صراعَ ليِّ الذراع بين روسيا بوتين والمنظمة الأممية دائرٌ بخصوص العملية
السياسية في سوريا، إذاً ما هي إلا معركة دبلوماسية لفرض الأمر الواقع
الروسي في سوريا كمرجعية أولى بدلاً من المرجعية الأممية التي سخر منها
لافروف لعدم إنجازها أي تقدم خلال عام في مسار العملية السياسية السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى