ثقافة وتعليم

المثقف النقدي

بغداد/ شبكه الساعه الاخباريه العراقيه.

د. كريم شغيدل
قلنا إنَّ حقبة الثمانينيات أنتجت نصاً معارضاً لكنه مخاتل، متهرب من عين
الرقيب، وإذا كان ثمة تمرد يمكن احتسابه فهو تمرد على الشكل الخارجي(الوزن،
القافية، اللغة)، أما بالنسبة للشعر المنبري التقليدي، فلا أدل مما كشفه
سلام عبود من معاني القسوة والعنف وتجميل صور الموت والدمار فيما سمي بأدب
الحرب، في كتابه (ثقافة العنف في العراق) الذي لم يعنَ بالجانب الفني أو
الظواهر الفكرية إنما هو كما يقول:”دراسة اجتماعية، ذات منحىً أخلاقي،
وأؤكد على كلمة أخلاقي” بوصفها الهدف المباشر لمجمل الملاحظات والمقارنات
والتحليلات التي تناولها الكتاب”.
وإذا ما وصلنا إلى حقبة التسعينيات، فسنجد نصاً متطامنا مع الجوع بموازاة
نص يعيد إنتاج صورة البطل المهزوم ويحوّل الهزيمة إلى انتصار والانكسار إلى
صمود، على أنَّ ما أسلفنا الإشارة إليه لا يمثل عموم تجربة الحداثة، بل
يمثل السائد الأكثر انتشاراً وهيمنة، من خلال ما أتيح له من وسائل نشر، وهي
ليست أحكاماً معيارية، كما قد يُظن، بل هي دلالات ثقافية للوقوف على طبيعة
عمل النظام الثقافي، لنبرهن على أنَّ الأدب كلما حاول الخروج إلى فضاءات
تعبيرية أوسع تستنفر المؤسسة الثقافية دفاعاتها، لتعيده إلى حاضنة المعادلة
الدلالية لجذر(الثقافة).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى