جمعة الحلفي يتحدث عن تجربته في اتحاد الأدباء
ثلاث محطات ابتدأت بقصيدة {دهشة} بغداد – أمجد ياسين احزر جم جرح بالروح، والله جروحي لو تندل عددهن جا كلت بوياي..” بهذه
القصيدة القصيرة استهل الشاعر جمعة الحلفي رحلة الحديث عن حياته الثقافية
والسياسية الممتدة من سبعينيات القرن الماضي ولغاية الآن، حيث كان ضيف
اتحاد الأدباء في أصبوحة الأربعاء الماضي، أي قبل حدوث الاعتداء على مقر
الاتحاد بساعات.ادار الجلسة الناقد علي حسن الفواز، الذي وصف الضيف بالتجربة الثقافية
المهمة، يستجمع المتابع ملامحها في عواصم لبنان واليمن وسوريا، فضلا عن
العراق.. وهي جزء من شهادة مثقف عراقي توزعت تجربته بين الصحافة والشعر
والرواية، فضلا عن الدراسات الثقافية. وتنتظر مجموعته القصصية الجديدة
الطبع قريباً. وقف الحلفي عند ثلاث محطات، ابتدأها بلذة نشر قصيدته الأولى
في العام 1972 في مجلة “المتفرج”، التي وصفها ببداية الشاعر وولادته التي
تتحدى الزمن والموت، ومن ثم الانعطافة المهمة في تجربته الشعرية عندما بعث
بقصيدة قصيرة إلى جريدة “الراصد” وحظيت باهتمام الناقد كاظم عباس تايه،
وكان عنوانها “دهشة” وفيها ” احزر جم جرح بالروح …” ينتقل بعدها إلى ذكرى
رفض إجازة أولى مجاميعه الشعرية” ساعة ويذبل الزيتون” من قبل الرقابة
ليقدمها بعد فترة زمنية، مع تغيير العنوان، فقبلت، إلا انها سحبت من
الأسواق لاحقاً بحجة أنها رفضت سابقاً. انتقل بعدها الحلفي إلى مرحلة أخرى من حياته وهي قراءاته الأولى، متذكراً
العام 1966 وكان عمره آنذاك 16 عاما عندما أمسكت به لجنة” انضباط” وقدر
عمره 18 عاما ، فجُند وأُرسل إلى معسكر الحبانية، وفيها قرأ أول كتاب أعطاه
إياه نائب العريف جبار جلاب. وتتوالى الذكريات لتقف عند اعتقاله في مدينة
الثورة.. وذكرى إغلاق جريدة «طريق الشعب» بعد ان اعتقل الكثير من رفاقه
وهروب البعض الآخر إلى خارج العراق، لتبدأ رحلة المنفى، واستغرقت 25عاما،
في عدد من العواصم العربية وصعوبة العيش لقلة فرص العمل.اختتم الحلفي الجلسة بذكرى العودة إلى العراق بعد سقوط الدكتاتور والسنوات
العشر الأخيرة التي وصفها بأنها أقسى من سنوات الغربة التي تبدو كنزهة
مقارنة بها . تجربة الحلفي وصفتها مداخلات الأصدقاء بالغنية والمهمة.
بعدها سلم رئيس الاتحاد فاضل ثامر درع الاتحاد للضيف تثمينا لدوره في
الحياة الثقافية