وفد البرلمان العراقي من جنيف: العراقيون يقاتلون من اجل الحياة
أكد وفد البرلمان العراقي الى جنيف،الاثنين، ان العراقيون يقاتلون من اجل الحياة ويتحدون كل هذه الظروف العصيبة.
وقال وفد برلمان الشباب العراقي المشارك
في الأجتماع التشاوري لمجموعة الدول الاسلامية لأتحاد برلمانات العالم
المنعقد في جنيف،انه “تعقد هذه الدورة في ظل ظرف حرج وحساس وتاريخي يمر به
العالم اجمع وتتأثر بتداعياته شريحة الشباب على وجه الخصوص،فقد تركت بلادي
وهي في ظرف صعب وحساس ومفصلي ، تواجه اشرس عصابة ارهابية في العصر الحديث
ان لم تكن الاشرس تاريخيا والاسوأ من حيث القدرات والأفكار والتوجهات ،
وفِي هذا الوقت الذي نلتقي فيه هنا لنتداول في شؤون الشباب العالمي هناك
على جبهات الموصل والحويجة وغرب العراق يقف على السواتر آلالاف من شباب
بلدي وهم يقاتلون هذا العدو ويقدمون في كل ساعة الشهداء والجرحى ذودا عن
الارض والعرض ، ليس ارض العراق وحسب بل يخوضون معركة بالنيابة عن الإنسانية
جمعاء وبالنيابة عن مئات الملايين من أقرانهم من شباب العالم ، فهذا العدو
لا يهدد بلدي وحسب بل اصبح يهدد العالم بأسره ، ومن هذا المنبر أوجه
التحية لشباب العراق المقاتلين على خطوط النار ، ولشباب اخرين يقفون مع
المقاتلين ينقلون الخبر للعالم وهم الصحفيون الشجعان”.
واضاف “لعل البعض يتصور ان الحياة متعطلة
في العراق بسبب الاٍرهاب والظروف التي يمر بها، غير ان هذا التصور بعيد
كثيرا عن الحقيقة فالعراقيون يقاتلون من اجل الحياة ويتحدون كل هذه الظروف
العصيبة مستمدين ارادتهم من الله ومن ذواتهم المليئة بالامل والطموح
لمستقبل أفضل ، ولعل الشباب في مقدمة صانعي الحياة في العراق مقابل ماكنة
صناعة الموت التي تعمل بكامل طاقتها لإخماد جذوة النور والتفاؤل”.
وخاطب الحظور قائلا: “عليكم ان تتأكدوا ان
بغداد لازالت تنير أضواءها ليلا ولازال النهر يتألق في صبحها ولازال
الشاعر العباسي علي بن الجهم يتغزل فيها قائلا : عيون المها بين الرصافة
والجسر ـ جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري.. لازال شارع المتنبي مزدحما
بالشباب الذين يقرأون للجواهري وعلي الوردي وكاولو بيولو وماركيز واحلام
مستغانمي ، ولازالوا يغنون للحب والسلام”.
وتابع ” ولكم ان تتصورا ان الجامعات التي
حررتها قواتنا خلال هذا العام والعام الماضي من احتلال داعش وهما جامعتا
تكريت والانبار قد استأنفا العمل مباشرة وقد اسهم الطلبة في تنظيف هذه
الجامعات والفصول الدراسية من اثار الحرب وأعادوا الحياة الى المقاعد
الدراسية خلال إيام”.
واشار الى ان “تفشي ثقافة الهجرة لدى
الشباب العراقي لم تأت من فراغ فالإرهاب اسهم في ذلك وضعف برامج الاحتواء
الحكومي لحاجات الشباب أضعفت الامال بحلول قريبة ومأمولة ، فتسبب ذلك بهجرة
منظمة لعشرات الآلاف من الشباب الى بلدان غربية في أوربا والولايات
المتحدة الامريكية وبعضهم من الذين سلكوا طرق الهجرة غير الشرعية بسبب
الاضطرار تعرضت حياة العشرات منهم الى الخطر بل تسبب ذلك بوفاة عدد غير
قليل منهم ، وهذا يتطلب متابعة حقيقية ودعم لملف حقوق الانسان للشباب
بالتحديد في مجالات حرية التعبير والخصوصية والحقوق المدنية والسياسية ،
وقد تحقق في العراق بعضها حيث يشكل الشباب جزءا مهما من اعضاء البرلمان
العراقي ومن الجدير بالذكر ان رئيس البرلمان واحد نائبيه من شريحة الشباب”.
وبين ان “الشباب اليوم يعاني داخل العراق
من ظروف صعبة تتمثل بارتفاع نسبة البطالة بسبب شيوع ثقافة الوظيفة
والاعتماد الاحادي الاقتصادي ، ونفور الكثير من الشركات الاستثمارية عن
العراق ما أدى الى ازدياد الحاجة الى وظائف وفرص عمل ، والحكومة العراقية
مطالبة بجزء من الحل في شأنها والعالم مطالب بجزء اخر من الحل من خلال دعم
الفرص الاستثمارية وزيادة حجم برامج التوعية بهذا الاتجاه ، ومن هنا تنبع
الضرورة في توفير بيئة ملائمة لتنمية قدرات الشباب من خلال توفير فرص عمل
ومشاريع استثمارية في المناطق التي تحررت من الاٍرهاب تحديدا