ثقافة وتعليم

اتحاد أدباء النجف يحرم المخطئ ارتقاء منصته

اتحاد أدباء النجف يحرم المخطئ ارتقاء منصته

 تداول الوسط الثقافي منذ مدة قصيرة بالحوار والمناقشة، ما أقبل عليه اتحاد أدباء النجف الأشرف من إجراء يقضي بحرمان كل من يخطئ من أعضائه بالنحو من ارتقاء منصته أو تمثيله في المهرجانات.

وقد حدث في عدد من الأمسيات الإبداعية التي يقيمها الاتحاد في مقره، أن كرر بعضُ الأعضاء هناك أخطاءً نحويةً على المنصة في مناسبات متعددة.

وكان ذلك يثير الكثير من النخب الثقافية النجفية التي يُعرف عنها اهتمامها وحرصها على السلامة اللغوية بوصفها وريثة لثقافة تاريخية مصدرها الكوفة والحيرة والنجف بما ملكته هذه المدن من تأثير ثقافي 

وديني على مستوى العراق والمنطقة العربية.

تنقية وتطوير الثقافة 

أمين الشؤون الإدارية في الاتحاد القاص أحمد محمد الموسوي قال لـ “الصباح” بأن الإجراء جاء بهدف تنقية وتطوير الثقافة النحوية واللغوية، ولفْتِ انتباه البعض ممن يحتاجون إلى ضرورة تطوير أدواتهم على اعتبار أن اللغة هي الثوب أو البيت الذي يحافظ الكاتب بجماله وقوة بنائه على ما بداخله من أُسَرِ المعاني.

وأشار الموسوي إلى أن الهيئة الإدارية ستعمل على حرمان كل من يستمر بالخطأ النحوي من تمثيل الاتحاد في المهرجانات الإبداعية، مؤكدا أن الإجراء سيكون قرارا حاسما في الموسم الثقافي المقبل ابتداءً من الأيام الأولى من سنة 2015 .

وبيَّن المصدر ان الاتحاد يسعى من خلال هذا الفعل إلى تحريك المؤسسات الثقافية إلى رصد هذه الظاهرة الخطرة، التي أخذت بالانتشار على منصاتها، حتى ان البعض يخطئ أخطاء لا تغتفر بحضور مسؤوليها من دون أن يعترضوا أو يسجلوا موقفا ضد ذلك. 

احتراما لصفاتنا الثقافية 

رئيس نادي الشعر في اتحاد أدباء النجف الشاعر مهدي النهيري أشار إلى أن هذا الإجراء الذي اتخذته الهيئة الإدارية جاء احتراماً لصفاتنا الثقافية التي تنمّ عن مسؤولياتنا في ترسيخ الوعي، سواء ما كان منه على مستوى اللغة أو التراث أو الانتماء، وإيماناً منا بضرورة الذود والدفاع عن هوية مدينتنا الثقافية والفكرية والأدبية ، موضحا ان الإجراء المذكور كان حاسماً في منع كلّ من لا يجيدُ النطقَ العربيّ الصحيحَ (من جهة الحركات الإعرابية والصرفية) في نصه الأدبيّ، سواءٌ بذلك كلّ الأدباء من شعراءَ وقصاصين وروائيين ونقادٍ وباحثين في الأدب، أي كل من حاز على عضوية الاتحاد.

وأكد النهيري بقوله: هذا الفعل الإداري طبّقَ في الاتحاد بحقّ أكثرَ من ثلاثة من الذين ألحنوا لحناً لا يُغتفر، وقد تم حظرُهم من اعتلاء منصـة الاتحــاد.

وكذلك بُلّغوا أنهم لا يُرسلون ممثلين للاتحاد في المحافل خارج المدينةِ، وقبلَ أن يتخذ بحقهم القرار هذا.

مُنحوا أكثرَ من فرصة لتدارك أمرهم ومحاولةِ استعادة قدراتهم على القراءة الصحيحة للنص، لكنهم أخفقوا في ذلك، لعدم اعتنائهم أساساً باللغة التي هي قوام الأدب الذين يدّعونه.

وأضاف: من هذا المنطلق الثقافي وحرصاً على كياننا من الخدش والنـدب، أدعو كلّ المؤسساتِ الثقافية الرصينة لا سيما اتحادنا، اتحاد الأدباء والكتاب في العراق والمحافظات العزيزة أن يسيروا بهذا المنوال، لهدفين: أولهما تنقية الوسط الثقافي من المتطفلين، ومعرفة المثقفين الحقيقيين من غيرهم.

وبعدَ أن نشرتُ أنا أسطراً تخصّ هذا الموضوع، بصفتي عضواً في الاتحاد ورئيساً لنادي الشعر فيه، ولستُ عضواً في الهيئة الإدارية للاتحاد أيدني وأكد ما قلتُ الصديق الشاعر فارس حرام رئيس اتحاد الأدباء في النجف، ونشر منشـوراً مفصــلاً في ذلك.

وأيد هذا الأمر مجموعة كبيرة من الأدباء العراقيين، ومن ضمنهم عدد ممتاز من رؤساء الاتحادات .

ردود فعل إيجابية

رئيس اتحاد أدباء كربلاء الشاعر الدكتور عمار المسعودي رأى أن ما ذهب اليه اتحاد أدباء النجف في هذا الخصوص يستحق التقدير والاحترام مشيرا إلى أن ظاهرة انتشار الأخطاء النحوية التي باتت تضر كثيرا باحترام المتلقي لمنصــة الشعر والإبداع العراقي صارت بحاجة ماسة إلى اجراء مثل هذا.

مؤكدا ضرورة أن تسعى جميع المؤسسات الثقافية، إلى رصد هـذه الظــاهرة والقضــاء عليها.

كما أن الهيئة الإدارية في اتحاد كربلاء، تفكر جديا بتفعيل اجراء ممــاثل للقضاء على هذه الظاهرة، وشكر المسعودي الهيئة الإدارية 

في اتحاد ادباء النجف لعملها الجاد ورصدها المتواصل، للظواهر التي 

تضر بحياة وتطور المشهد الثقافي العراقي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى